stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

صلاة الساعات 23 يناير/كانون الثانى 2019

689views

الاسبوع الثاني من الزمن العادي للسنوات الفردية
اللون الليتورجي اخضر

صلاة السَحَر

• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.

أنتيفونة: اهتِفي باللهِ، أيَّتُها الأرضُ جَمعاء:
اعبُدوا الرَّبَّ مَسرُورين.

المزمور ٢٣ (٢٤)

حلول الرب بهيكله

فتحَ المسيحُ أبوابَ السماء عندما صعد السماء (ق. ايرينيوس)

لِلرَّبِّ الأَرضُ كُلُّ مَا فيها *
الدّنيا وساكِنوها

لأَنَّه على البِحارِ أَسَّسَها *
وعلى الأَنْهارِ أَرْساها

مَنْ ذا الَّذي يَصعَدُ جَبَلَ الرَّبِّ †
ومَنْ ذا الَّذي يُقيمُ في مَقَرِّ قُدْسِهِ؟ *
النَّقِيُّ الكَفَّين والطَّاهِرُ القَلْب

الَّذي لم يَحمِلْ على الباطِلِ نَفسَهُ *
ولم يَحْلِفْ خادِعًا

رَحْمةً يَنالُ مِن لَدُنِ الرَّبّ *
وبِرًّا مِن إِلهِ خَلاصِهِ

ذلكَ جِيلُ مَنْ يَطلبُونَهُ *
مَن يَلتَمِسونَ وَجهَكَ يا إِلهَ يَعْقوب

اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد

مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟ †
هو الرَّبُّ العَزيزُ الجَبَّار *
الرَّبُّ الجَبَّارُ في القِتال

اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد

مَن هَذَا مَلِكُ المَجْد؟ *
رَبُّ القوَّاتِ هو مَلِكُ المَجْد

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

المزمور ٧٦ (٧٧)

ذكر فعال الله

نقع في المآزق،
ولا نعجز عن الخروج منها (٢ قورنتس ٤: ٨)

إلى اللهِ صَوتِي فَأَصرُخُ *
إلى اللهِ صَوتِي فَإليَّ يُصْغي

في يومِ ضِيقي التَمَسْتُ السَّيَّد †
في اللَّيلِ انْبَسَطَتْ يَدِي وَلَمْ تَكِلُّ *
ونَفْسِي أَبَتْ أنْ تَتَعَزَّى

أَذْكُرُ اللهَ فَتَئِنُّ نَفْسِي *
أَتَأمَّلُ فَيُغشَى على رُوحِي

أَمْسَكْتَ أجفَانَ عَينيَّ *
إضْطَرَبْتُ فَلَمْ أَتَكَلَّم

فَكَّرْتُ في الأيَّامِ القَديمة *
في السِّنين الغابِرَة

في اللَّيلِ أَذْكُرُ مَعزُوفَتِي *
أتأمَّلُ بِقَلْبي ويَبحَثُ رُوحي

أللأبَدِ يَنبِذُ السَّيِّد *
ولايرضى مِن بَعد؟

أللأبَدِ انْقَضَتْ رَحمَتُهُ *
وإلى جيلٍ فَجيلٍ انتَهَتْ كَلِمَتُهُ؟

أَنَسِيَ اللهُ رَأفَتَهُ *
أمْ حَبَسَ مِنَ الغَضَبِ أحشَاءَهُ؟

فَقُلْتُ: «هذا ما يَحُزُّ في نَفْسِي *
يَمينُ العَلِيِّ تَغيَّرَتْ»

أَذْكُرُ أعمَالَ الرَّبِّ *
أَذكُرُ عَجائِبَكَ القَديمَة

وأُتَمتِمُ بِجَميعِ أفْعَالِكَ *
وأتَأَمَّلُ في أعمَالِكَ

أللَّهُمَّ سُبُلُكَ قَداسة *
أيُّ إلَهٍ عَظيمٌ مثلَ الله؟

أنتَ الإلَهُ الصَّانِعُ العَجائِبِ *
وبِعِزَّتِكَ قد أخْبَرَتِ الشُّعُوب

بِذراعِكَ افتَدَيْتَ شَعبَكَ *
بَني يَعقوبَ ويوسُف

رَأَتْكَ المياهُ يا ألله †
رَأَتْكَ المِياهُ فَرَجَفَتْ *
والغِمارُ ارْتَعَدَتْ

الغُيُومُ سَكَبَتِ المِياهَ †
والسُّحُبُ رَفَعَتِ الأصْوات *
وسِهَامُكَ تَطَايَرَتْ

صَوتُ رَعدِكَ يُدَوِّي †
البُرُوقُ أضَاءَتِ الدُّنيا *
والأرضُ ارْتَعَدَتْ وتَزَلْزَلَتْ

في البَحرِ طَرِيقُكَ †
وفي المِياهِ الغَزيرَةِ سُبُلُكَ *
ولا تُعرَفُ آثارُكَ

هَدَيْتَ شَعبَكَ كالغَنَمِ *
بيَدِ مُوسَى وهارون

المَجدُ للآبِ والابنِ *
والرُّوحِ القُدُس

كما كانَ في البَدءِ والآن وكُلَّ أوانٍ *
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة ١: اللّهمَّ، سُبلكَ قداسة،
أيّ إلهٍ عظيمٌ مثل الله؟

أنتيفونة ٢: ابتهجَ قلبي بالرَّبِّ،
الذي يَضَعُ ويَرْفَع.

التسبحة ١ صموئيل ٢: ١ – ١٠

افتخار المتواضعين بالله

حطَّ الأقوياء عن العروش ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع من الخيرات (لوقا ١: ٥٢ – ٥٣)

إِبتَهَجِ قَلْبي بِالرَّبِّ *
وارتَفع رَأسِي بِالرَّبّ

واتَّسَعَ فَمي على أَعْدائي *
لأَنِّي قد فَرِحْتُ بخَلاصِكَ

لا قُدُّوسَ مِثلُ الرَّبِّ †
لأَنَّه لَيسَ أَحَدٌ سِواكَ *
ولَيسَ صَخرَةٌ كإِلهِنا

لا تُكثِروا مِن كَلام التَّشامُخ *
ولا تَخرُجْ وَقاحَةٌ مِنَ أَفْواهِكم

لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَليمٌ *
وازِنُ الأَعمالِ

كُسِرَتْ قِسِيُّ المُقتَدِرين *
وتَسَربَلَ المُتَعَثِّرونَ بِالقُوَّة

الشَّباعى آجَروا أَنفُسَهم بِالخُبزِ *
والجِياعُ كَفُّوا عنِ العَمَل

حتَّى إِنَّ العاقِرَ وَلَدَت سَبعَةً *
والكَثيرةَ البَنينَ ذَبِلَتْ

الرَّبُّ يُميتُ ويُحْيي *
يُحْدِرُ إِلى مَثْوى الأَمواتِ وَيُصْعِدُ مِنهُ

الرَّبُّ يُفقِرُ وَيُغْنِي *
يَضَعُ ويَرفَع

يُنهِض المِسْكينَ عنِ التُّراب *
يُقيمُ الفَقيرَ مِنَ المَزبَلة

لِيُجلِسَهُ مع العُظَماء *
ويورِثَهُ عَرشَ المَجد

لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعمِدَةَ الأَرض *
وقد وَضَعَ علَيها الدُّنْيا

يَحفَظُ أَقْدامَ أَصْفِيائِهِ †
والأَشْرارُ في الظَّلام يَزُولُون *
لأَنَّه لا يَغلِبُ إنْسانٌ بقُوَّتِه

مُخاصِمو الرَّبِّ يَنكَسِرَون *
وعلى كُلٍّ مِنهُما يُرعِدُ مِنَ السَّماء

الرَّبُّ يَدينُ أَقاصِيَ الأَرْض †
يَهَبُ عِزَّةً لِمَلِكِهِ *
ويَرفَعُ رَأسَ مَسيحِهِ

المَجدُ للآبِ والابنِ *
والرُّوحِ القُدُس

كما كانَ في البَدءِ والآن وكُلَّ أوانٍ *
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة ٢: ابتهجَ قلبي بالرَّبِّ،
الذي يَضَعُ ويَرْفَع.

أنتيفونة ٣: الرَّبُّ مَلَكَ فَلْتَبتَهجِ الأرض.

المزمور ٩٦ (٩٧)

مجدُ الرّبّ في الدِّين

هذا المزمور يشير إلى خلاص العالم
وإلى إيمان جميع الأمم به (ق. أثناسيوس)

الرَّبُّ مَلَكَ فَلْتَبتَهِجِ الأَرْضُ *
ولتفرَحِ الجُزرُ الكَثيرة!

الغَمَامُ والغَيمُ المُظلِمُ مِن حَولِهِ *
والبِرُّ والحَقُّ قاعِدَةُ عَرشِهِ

النَّارُ تَسيرُ أَمامَهُ *
وتُحْرِقُ مِن حَولِهَا خُصُومَهُ

بُروقُه أَضاءَتِ الدُّنيا *
ورَأَتِ الأَرضُ فَارْتَعَدَتْ

ذابَتِ الجِبالُ كَالشَّمْعِ مِنْ وَجهِ الرَّبِّ *
مِن وَجهِ سَيِّدِ الأرضِ كُلِّها

حَدَّثَتِ السَّمواتُ بِبِرِّهِ *
ورَأَتْ جَميعُ الشُّعوبِ مَجدَه

لِيَخْزَ جَميعُ عُبَّادِ المَنْحُوتِ †
المُفتَخِرينَ بِالأَوثان *
أُسْجُدُوا لَهُ يا جَميعَ الآلِهَة

سَمِعَتْ صِهْيونُ ففَرِحَتْ †
وبَناتُ يَهوذا ابتَهَجَتْ *
مِن أَجلِ أَحْكامِكَ يا رَبّ

لأَنَّكَ أَنتَ يا رَبُّ عَلِيٌّ على الأَرضِ كُلِّها *
مُتَعالٍ جِدًّا على الآلِهَةِ جَميعِهِم

يا مُحِبِّي الرَّبِّ كُونُوا للِشرِّ مُبغِضين †
فهو يَحفَظُ نفوسَ أَصْفِيائِهِ *
مِن أَيدي الأَشْرارِ يُنقِذُهُم

أَشْرَقَ النُّورُ على الأَبْرار *
والفَرَحُ على مُستَقيمي القُلوب

أَيُّها الأَبْرارُ بِالرَّبِّ افرَحُوا *
وبِذِكرِهِ القُدُّوسِ أَشِيدوا

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة ٣: الرَّبُّ مَلَكَ فَلْتَبتَهجِ الأرض.

القراءة رومة ٨: ٣٥، ٣٧

مَن يَفصِلُنا عَنْ مَحَبَّةِ المَسيح؟ أَشِدَّةٌ أمْ ضِيقٌ أمْ اضْطِهَادٌ أمْ جُوعٌ أمْ عُرْيٌ أمْ خَطَرٌ أمْ سَيْف؟ وَلَكِنَّنَا في ذَلِكَ كُلِّهِ فُزْنا فَوزًا مُبينًا، بالَّذِي أَحَبَّنا.

الردة

• أُمجِّد الربَّ * في كُلِّ حين
•• أُمجِّد الربَّ * في كُلِّ حين

• ويسبِّحه لِساني على الدّوام
•• في كل حين

• المجد للآب والابن، والروح القدس
•• أُمجِّد الربَّ * في كُلِّ حين

القراءة الأولى

من سفر تثنية الاشتراع ٧: ٦-١٤ وَ٨: ١-٦

شعب الله المختار

لأنَّكَ شَعبٌ مُقدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وإِيَّاكَ اخْتارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكونَ لَه شَعبَ خاصَّتِه مِن جَميعِ الشُّعوبِ الَّتي على وَجهِ الأَرض. لا لأَنَّكم أَكثَرُ مِن جَميعِ الشُّعوبِ تَعَلَّقَ الرَّبُّ بِحُبِّكم واختْارَكم، فأَنتُم أَقَلُّ مِن جَميعِ الشُّعوب، بَل لِمَحَبَّةِ الرَّبِّ لَكُم ومُحَافَظَتِهِ عَلَى القَسَمِ الَّذِي أَقْسَمَ بِه لآبَائِكُم أخرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، وَفَدَاكَ مِن دَارِ العُبُودِيَّة، مِن يَدِ فِرعَونَ، مَلِكِ مِصْر، فَاعَلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلَهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهدَ وَالرَّحمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل، وَالمُكَافِئُ مُبْغِضِيهِ فِي نُفُوسِهِم لِيُهلِكَهُم، وَلا يَتَأَخَّرُ عَن مُجَازَاةِ مُبغِضِهِ فِي نَفْسِه. فَاحفَظِ الوَصِيَّةَ وَالفَرائِضَ وَالأَحكَامَ الَّتِي آمُرُكَ اليَومَ أَن تَعمَلَ بِها.
فَإِذَا سَمِعْتُم هَذِهِ الأَحْكَامَ وَحَفِظتُمُوهَا وَعَمِلْتُم بِهَا، حَفِظَ الرَّبُّ إِلَهُكَ هُوَ أَيضًا عَهدَهُ لَكَ وَرَحمَتَهُ الَّتِي أَقسَمَ عَلَيهَا لآِبائِكَ، فَيُحِبُّكَ وَيُبارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبارِكُ ثَمَرَةَ أَحْشَائِكَ وَثَمَرَةَ أَرضِكَ: قَمحَكَ وَنَبِيذَكَ وَزَيتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ، فِي الأَرضِ الَّتِي أَقسَمَ لآِبائِكَ أَن يُعطِيَكَ إِيَّاهَا. وَتَكُونُ أَكثَرَ بَرَكَةً مِن جَمِيعِ الشُّعُوب، وَلا يَكُونُ عَقِيمٌ ولا عَاقِرٌ فِيكَ وَلا فِي بَهَائِمِكَ.
اِحرِصُوا أَن تَعمَلُوا بِكُلِّ الوَصِيَّةِ الَّتِي آمُرُكَ بِهَا اليَومَ، لِكَي تَحْيَوْا وَتَكثُرُوا وَتَدخُلُوا وَتَرِثُوا الأَرضَ الَّتِي أَقسَمَ الرَّبُّ عَلَيهاَ لآِبائِكُم. وَاذكُرْ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي سَيَّرَكَ فِيهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ فيِ البَرِّيَّةِ هَذِهِ السِّنِينَ الأَربَعِين، لِيُذَلِّلَكَ وَيَمتَحِنَكَ فيَعرِفَ مَا فِي قَلبِكَ هَل تَحفَظُ وَصَايَاهُ أَم لا.
فَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطعَمَكَ المَنَّ الَّذِي لَم تَعرِفْهُ أَنتَ وَلا عَرَفَهُ آباؤُكَ، لِكَي يُعَلِّمَكَ أَنَّه لا بالخُبزِ وَحدَه يَحيَا الإِنْسَان، بَل بِكُلِّ مَا يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبِّ يَحيَا الإِنْسَان. ثَوبُكَ لمَ يَبْلَ عَلَيكَ، وَرِجلُكَ لَم تَتَوَرَّمْ فِي هَذِهِ السِّنِينَ الأَربَعِين. فَاعلَمْ فِي قَلبِكَ أنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الرَّجُلُ ابنَهُ يُؤَدِّبُكَ الرَّبُّ إلَهُكَ. فَاحفَظْ وَصَايَا الرَّبِّ إلَهِكَ لِتَسِيرَ فِي سُبُلِهِ وَتَتَّقِيَهُ.

الردة ١ يوحنا ٤: ١٠ وَ١٦؛ أشعيا ٦٣: ٨ وَ٩

• إنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أحَبَّنَا أوَّلا وَأرسَلَ ابنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. وَنَحنُ عَرَفْنَا مَحَبَّةَ اللهِ لَنَا وَآمَنَّا بِهَا.

• صَارَ اللهُ لَنَا مُخَلِّصًا وَبِمَحَبَّتِهِ خلَّصَنَا.

• وَنَحنُ عَرَفْنَا مَحَبَّةَ اللهِ لَنَا وَآمَنَّا بِهَا.

القراءة الثانية

من وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنيسة “نور الشعوب”

(رقم 2 و16)

هاأنذا آتٍ لأخلِّصَ شعبي

إنَّ الآبَ الأزليَّ، بتدبيرِ حكمتِه وجُودتِه الحرِّ الخفيِّ، قد أبدعَ الكونَ بأسرِه. وقضى بأن يرفعَ النَّاسَ إلى مستوى الشَّركةِ في حياتِه الإلهيّة. ولمّا زلّوا في آدمَ لم يُهمِلْهم، بل ظلَّ على الدَّوامِ حادبًا عليهم بحبِّهِ الخلاصيّ، من أجلِ المسيحِ الفادي “الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيرِ المَنظُورِ، وَالمَولُودِ قَبلَ كُلِّ خَلِيقَة” (قول ١: ١٥). ثم إنّ جميعَ المختارين الذين سبقَ الآبُ فعرفَهم منذُ قبلِ الدُّهور، قد “مَيَّزَهُم وَحَدَّدَ أن يَكُونُوا مُشَابِهِينَ بِصُورَةِ ابنِهِ فَيَكُونُ بِكرًا لإخوَةٍ كَثِيرِين” (روما ٨: ٢٩). وإنَّ جميعَ الذين يؤمنون بالمسيحِ قَرَّرَ أن يَدْعُوَهم في الكنيسةِ المقدَّسة، التي، بعدَ إذ بشَّرَ بها بالرُّموزِ منذ بدءِ العالم، وهُيِّئَتْ بوجهٍ عجيبٍ بتاريخِ الشَّعبِ المختارِ والعهدِ العتيق، أُنشِئَتْ في الأزمنةِ الأخيرة، وأُعلِنَتْ بحلولِ الرُّوحِ القُدُس، وستَتِمُّ في المجد في اليومِ الآخِر. وإذذاك، كما وردَ في الآباءِ القدِّيسين، يجتمعُ عندَ الآبِ، في الكنيسةِ الجامعةِ، جميعُ الصِّدِّيقين منذ آدمَ “مِن هابيلِ البارِّ إلى آخِرِ مختار”.
وأمّا الذين لم يَقبَلوا الإنجيلَ بعدُ فهم أيضًا مدعوُّون بطُرُقٍ مختلفةٍ إلى شعبِ الله. وأوَّلُهم ذلك الشَّعبُ الذي أُوتِيَ العهودَ والمواعيد، والذي منه خرجَ المسيحُ بحسبِ الجسد (روما ٩: ٤-٥). وذلك الشَّعبُ الذي هو، من حيث الاختيار، محبوبٌ من أجلِ الآباء، لأنَّ اللهَ لا يندمُ على ما وَهَبَ أو دعا إليه (روما ١١: ٢٨-٢٩). بَيْدَ أنّ تدبيرَ الخلاصِ يَشمَلُ أيضًا أولئك الذين يؤمنون بالخالق، وأوَّلُهم المسلمون الذين يُعلِنون أنّهم على إيمانِ إبراهيم، ويعبدون معنا اللهَ الواحد، الرَّحمانَ الرَّحيم، الذي يَدِينُ النّاسَ في اليومِ الآخِر. ثم إنّ اللهَ نفسَه ليسَ ببعيدٍ عن الذين يتلمَّسون، من خلالِ الظِّلالِ والصُّوَرِ، إلهًا مجهولًا، بما أنّه هو الذي يُعطِي الجميعَ الحياةَ والنَّفسَ وكلَّ شيء (ر. أعمال ١٧: ٢٥-٢٩)، ولأنّه المخلّصُ فيريدُ أنّ جميعَ النَّاسِ يَخلُصُون (١ طيموتاوس ٢: ٤). ذلك بأنّ الذين، على غيرِ ذنْبٍ منهم، يجهلون إنجيلَ المسيحِ وكنيستَه، ويطلبون مع ذلك بقلبٍ صادقٍ، ويجتهدون، بنعمتِه، أن يتمِّموا في أعمالِهم إرادتَه كما يُملِيها عليهم ضميرُهم، فهؤلاء يمكنُهم أن ينالوا الخلاصَ الأبديَّ. يجتهدون، لا بمعزِلٍ عن مؤازرةِ النِّعمة، أن يسلُكوا مسلَكًا مستقيمًا، فإنَّ العنايةَ الإلهيَّةَ لا تَحبِسُ عنهم المساعداتِ الضَّروريةَ لخلاصِهم. ذلك بأنَّ كلَّ ما فيهم من صلاحٍ وحقٍّ هو في نظرِ الكنيسةِ تمهيدٌ للإنجيل، وموهبةٌ من ذلك الذي يُنِيرُ كلَّ إنسانٍ لكي تكونَ له الحياةُ أخيرًا.

الردة أفسس ١: ٩-١٠؛ قولوسي ١: ١٩-٢٠

• أطلَعَنَا اللهُ عَلَى سِرِّ مَشِيئَتِهِ أي ذَلِكَ التَّدبِيرِ الّذِي ارتَضَى قَضَاءَهُ فيِ المَسِيحِ، لِيُحَقِّقَهُ عِندَمَا تَتِمُّ الأزمِنَة. فيَجمَعُ فِي المَسِيحِ كلَّ شيءٍ مِمَّا فِي السَّمَاوَاتِ وفِي الأرض.

• فَقَد شَاءَ اللهُ أن يَحِلَّ بِهِ الكَمَالُ كُلُّهُ، وَبِهِ شَاءَ أن يُصَالِحَ كُلَّ مَوجُود.

• مِمَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأرضِ.

أنتيفونة تسبحة زكريا:

لِنَخْدُمِ الرَّبَّ بالتّقوى والبِرِّ،
طَوال أيّام حَياتِنا.

التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩

المسيح والمعمدان سابقه

مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ

وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ

كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:

بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا

ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس

القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا

بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ

بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا

وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ

وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ

بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء

ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة تسبحة زكريا:

لِنَخْدُمِ الرَّبَّ بالتّقوى والبِرِّ،
طَوال أيّام حَياتِنا.

الأدعية

تَبَارَكَ اللهُ رَبُّنَا، الَّذِي وَعَدَ بِأَنَّهُ سَيَكونُ مع الكَنيسَةِ طَوالَ الأيّام، حتّى نِهَايَةِ العَالَم. فَلْنَشْكُرَهُ وَلْنَقُلْ:

أمكُثْ مَعنا، يا رَبّ.

أمكُثْ مَعَنا، يا رَبُّ، طَوالَ هَذا النَّهار،
– لا تَغِبْ شَمسُ نِعمَتِكَ عَنّا.

لكَ نَقِفُ هذا النَّهارَ، تَقْدِمَةً مِنّا،
– لا تَسْمَحْ بأنْ نَأتِيَ فيهِ شَرًّا أبَدًا.

أعطِنا أنْ نَكونَ في هَذا النَّهارِ،
– مِلْحَ الأرضِ ونُورَ العَالَم.

لِتُوجِّهْ مَحبَّةُ الرُّوحِ القُدُسِ قُلُوبَنا وشِفَاهَنا،
– فَنَثْبُتَ على حُبِّكَ وَتَمْجِيدِكَ.

أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.

الصلاة

نَسأَلُكَ، يا رَبُّ، فَانْشُرْ ضِياءَ نُورِكَ في قُلُوبِنا، وقد طَلَعَ هذا اليومُ الجَدِيدُ عَلَينا † فَنَسْلُكَ سَبيلَ وَصَايَاكَ * ولا نَمِيلَ إلى شَيءٍ منَ الضَّلال. بِربّنا يسوعَ المسيحِ ابنِكَ * الإِلَهِ الحي المالِكِ معكَ ومعَ الرُّوحِ القُدُس † إلى دهرِ الدُّهور.

البركة

١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:

• الرَّبُّ مَعَكُم.

– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.

• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.

– آمين.

• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.

– الشُّكْرُ لله.

٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:

• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.