صلوات الانفس المطهرية فى الكنائس الكاثوليكية بمصر
صلوات الانفس المطهرية فى الكنائس الكاثوليكية بمصر
كتب – ناجح سمعـان :
” الراحة الابدية اعطهم يا رب … ونورك الابدى فليشرق عليهم ” ، دعاء حار يردده ابناء الكنيسة الكاثوليكية بمصر على مدار شهر نوفمبر من كل عام للصلاة من أجل راحة الأنفس المطهرية ، حتى يهبهم الرب برحمته ، افراح السعادة الابدية فى السماء . وللصلاة من أجل الموتى الراقدين موقع فريد فى طقوس الكنائس الكاثوليكية شرقاً وغرباً ، فضلاً عما يحمله الوجدان الإنسانى الجمعى للمصلين من مشاعر الوفاء والحب للراحلين من الاهل والاصدقاء الذين ترفع الصلوات من أجلهم . من الصلوات التقوية المنتشرة فى الكنائس الكاثوليكية بمصر صلاة ” مسبحة الأنفس المطهرية ” والتى تبدأ بصلاة افتتاحية من المزمور ( 129 ) ” من الأعماق صرخت اليك يا رب ” ، ثم يتلى المصلى أربعة أبيات للتأمل فى الحالة الروحية التى تكون عليها الأنفس المطهرية وشوقها إلى الاتحاد الكامل بالله فى السماء . وبعد كل بيت يردد المصلون مرة الصلاة الربانية وعشر مرات السلام الملائكى ثم الختام بالمجد للثالثوث الاقدس . وغالباً ما تنظم الكنائس التى تقيم هذه العبادة التقوية العظات الروحية او التأملات الانجيلية عقب تلاوة الأبيات الاربعة للمسبحة ثم تختتم الصلاة بطلبة إلى العذراء مريم وفى كل شطر منها يردد المصلى الدعاء ” يا أمنا مريم .. ساعدى الانفس المطهرية ” . إلى جانب الصلوات الطقسية والعبادات التقوية تقوم بعض الانشطة الكنسية والاخويات الروحية بالاهتمام بنوع خاص بتذكار الانفس المطهرية من اعضائها والصلاة كذلك من اجل كل ابناء الرعية المنتقلين لاسيما فى يوم الثانى من نوفمبر تزامنا مع الاحتفال بعيد جميع الموتى .
عن نص عقيدة المطهر جاء فى كتاب التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية ما يلى : ” الذين يموتون فى نعمة الله وصداقته ، ولم يتطهروا بعد تطهيراً كاملاً ، وان كانوا على ثقة من خلاصهم الابدى ، يخضعون من بعد موتهم لتطهير ، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء ” . وفى شرحه لمعنى عقيدة المطهر يقول الاب ملاك وهبه فرج فى كتابه القيم ” محبة الله المطهرة ” ما يلى : ” ان المطهر هو حالة تعويض ، هذا التعويض يؤدى إلى تطهير النفس تطهيراً كاملاً ، ينقلها إلى القداسة والحياة مع الله إلى الابد ، ويشترك المؤمنون فى مساعدة الانسان الذى بدأ حالة التطهير بتقديم الصلوات والصدقات لله حتى يشترك فى السعادة الابدية ، ومن هنا نفهم اهمية الصلاة من اجل المنتقل سواء فى الجنازات او القداسات ، وما يصنعه اهل المنتقل من صدقات .
ويضيف الاب ملاك وهبه قائلاً : ” فى كل الديانات نجد ان موضوع التطهير هو حالة لابد منها ، الانسان فى كل مراحل حياته يريد ان يتطهر وكل ديانة لها مفهومها الخاص عن التطهير ، سواء كان تطهيراً ظاهرياً او داخلياً وهدف التطهير عند كل الناس بمختلف معتقداتهم هو التقرب من الاله الذى يعبدوه لينالوا رضاه ” . وعن معنى التطهير فى المسيحية يكتب الاب ملاك وهبه ويقول : ” فى المسيحية اعلن لنا الوحى الإلهى فى الكتاب المقدس ان دعوة الله للانسان هى ان نكون قديسين كما هو قدوس ، ولكى تتحقق هذه الدعوة ، ولكى يتم الاتحاد الكامل بين الخالق والمخلوق ، بين المحدود واللامحدود ، بين الكامل والناقص ، وجب التطهير ، لذا نتكلم عن طبيعة المطهر انطلاقاً من طبيعة الله الخالق ، وطبيعة الانسان المخلوق ، وكيف يتم الاتحاد بينهما وتتحقق دعوة الله وهدفه للانسان ، وينال الانسان رغبته الحقيقية وهى السعادة الكاملة مع الله ” .