stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

عظة البابا فرنسيس في ساكروفانو بالقرب من روما في افتتاح لقاء حول استقبال المهاجرين

919views

16 فبراير 2019

التحرر من الخوف للقاء الآخر ولقاء يسوع، كان هذا محور عظة البابا فرنسيس خلال الاحتفال بالقداس الإلهي بعد ظهر الجمعة في افتتاح لقاء حول استقبال المهاجرين.
في ساكروفانو بالقرب من روما احتفل قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر الجمعة 15 شباط فبراير بالقداس الإلهي وذلك في افتتاح لقاء بعنوان “متحررون من الخوف” يجمع العائلات والجمعيات التي تستقبل المهاجرين، تنظمه مؤسسة ميغرانتيس وكاريتاس إيطاليا ومركز أستالي اليسوعي لمساعدة اللاجئين. وفي عظته انطلق قداسة البابا من القراءات من الكتاب المقدس وقال إنها يمكن اختصارها في جملة واحدة “لا تخافوا”. ثم توقف قداسته عند القراءة من سفر الخروج الذي يحدثنا عن خوف بني إسرائيل من جيش فرعون وتفكير كثيرين منهم في اختيار العيش كعبيد بدلا من الموت في الصحراء، إلا أن موسى يدعو الشعب إلى عدم الخوف قائلا “اُصمدوا تعاينوا الخلاص الذي يجريه الرب اليوم لكم” (خر 14، 13). وواصل الحبر الأعظم متحدثا عن النظر إلى ما هو أبعد من مصاعب اللحظة، والتغلب على الخوف، والثقة التامة في عمل الله الخلاصي.

انتقل البابا فرنسيس بعد ذك إلى القراءة من إنجيل القديس متى (14، 22 – 23) فتوقف عند اضطراب التلاميذ لدى رؤية يسوع يمشي على الماء، ومن خوفهم صرخوا “هذا خيال”. وتابع قداسته إن التلاميذ لم يتمكنوا على السفينة التي كانت الأمواج تلطمها من التعرف على يسوع، لكنه طمأنهم: “ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا” (27). وهنا يطلب بطرس من يسوع في مزيج من الشك والحماسة دليلا: “إن كُنتَ إِيَّاه، فمُرني أَن آتِيَ إِلَيكَ على الماء” (28). وهكذا يدعوه يسوع، واصل البابا فرنسيس، فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء نحو يسوع، لكن شدة الريح أخافته مجددا فأخذ يغرق. ثم ذكّر قداسة البابا بأن يسوع وحين أمسك ببطرس لينقذه وبخه قائلا “يا قَليلَ الإِيمان، لِماذا شَكَكْتَ؟ (31).

تابع قداسة البابا أن الرب وعبر هذه الأحداث البيبلية يتكلم إلينا نحن اليوم ويطلب منا أن ندعه يحررنا من مخاوفنا. وأشار قداسته هنا إلى عنوان اللقاء الذي افتُتح أمس بالقداس الإلهي، أي متحررون من الخوف، وقال البابا إن الخوف هو سبب العبودية، فبني إسرائيل كانوا يفضلون على الخوف أن يكونوا عبيدا، هو أيضا سبب الدكتاتورية لأن عنف الأباطرة يكبر بخوف الشعب. ثم تحدث البابا عن زمننا وما يميزه من شر وقبح وقال إننا نحن أيضا نواجه تجربة هجر حلم الحرية مثل شعب إسرائيل حيث نشعر بخوفٍ مشروع حين نجد أنفسنا في أوضاع تبدو بلا مخرج. وتابع قداسته أن كلام البشر سواء كانوا قادة أو أنبياء لا يمكن أن يكفي إن لم نكن قادرين على لمس حضور الله وتسليم أنفسنا لعنايته، فبدون ذلك ننغلق على أنفسنا في ضماناتنا البشرية الضعيفة وروتيننا المطَمئن، فنتخلى عن الرحلة إلى أرض الميعاد كي نعود إلى العبودية. أكد قداسة البابا بعد ذلك أن هذا الانغلاق على الذات هو علامة هزيمة تجعلنا نخاف الآخرين الذين لا نعرفهم، المهمشين والغرباء، وأضاف أن هذا يبدوا واضحا بشكل خاص اليوم أمام قدوم المهاجرين واللاجئين الذين يقرعون على أبوابنا طلبا للحماية والأمن ومستقبل أفضل. وواصل البابا أن هذا الخوف مشروع وذلك أيضا لغياب الاستعداد لهذا اللقاء، وذكّر هنا بحديثه عن هذه النقطة السنة الماضية لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ حين تحدث عن عدم سهولة الدخول في ثقافة الآخرين ووضع أنفسنا مكان المختلفين عنا وفهم أفكارهم وخبراتهم، وأكد أن هذا يجعلنا نرفض لقاء الآخر ونضع الحواجز دفاعا عن النفس. إلا أننا مدعوون في المقابل، تابع الأب الأقدس، إلى تجاوز الخوف وذلك للانفتاح على اللقاء، ولا يكفي لعمل هذا التبرير العقلاني أو الحسابات الإحصائية. وذكّر هنا بأن موسى قال للشعب “لا تخافوا” وذلك لأن الله لا يترك شعبه بل يعمل برحمة في التاريخ لتحقيق تصميمه الخلاصي، وأضاف البابا أن موسى يقول هذا لأنه ببساطة يثق في الله.

ثم انتقل البابا فرنسيس للحديث عن اللقاء مع الآخر والذي هو أيضا لقاء مع المسيح، وهذا ما قال المسيح نفسه، فهو مَن يقرع أبوابنا جائعا وعطشانا، غريبا وعريانا ومريضا طالبا اللقاء والمساعدة. وواصل البابا أنه إن كان لدينا شك بعد فها هي كلماته “الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه” (متى 25، 40). وعاد الأب الأقدس إلى كلمة يسوع إلى التلاميذ حين رأوه يسير على الماء “ثقوا. أنا هو، لا تخافوا”، إنه هو بالفعل، قال البابا، حتى وإن كان يصعب على أعيننا التعرف عليه في الملابس الممزقة والأقدام الوسخة، في الجسد المنحني وعدم القدرة على التحدث بلغتنا. وربما ومثل بطرس نظل وبعد بضع خطوات نحو يسوع ضحايا خوفنا، إلا أنه لا يتركنا حتى وإن كنا قليلي الإيمان، فالمسيح يواصل مد يده إلينا ليخلصنا ويمَكننا من لقائه، لقاء يخلصنا ويعيد إلينا فرح كوننا تلاميذه.

وفي ختام عظته بعد ظهر الجمعة خلال افتتاح لقاء في ساكروفانو بالقرب من روما حول استقبال المهاجرين، دعا البابا فرنسيس إلى أن نبدأ في شكر مَن يوفر لنا فرصة هذا اللقاء، أي الآخرين الذين يقرعون أبوابنا مانحين إيانا إمكانية تجاوز مخاوفنا. تحدث قداسته أيضا عن نعمة مساعدة الآخرين التي تحمل أيضا رسالة هي ثمرة الثقة التامة في أن الرب هو خلاصنا الحقيقي الوحيد.

نقلا عن الفاتيكان نيوز