stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

عظة الكاردينال بيتشو في تطويب ماريا غوادالوبيه أورتيز لاندادزوري

685views

‏18 مايو 2019‏

‎”‎لقد عرفت الطوباوية ماريا غوادالوبيه أورتيز لاندادزوري أن تكون في ‏كلِّ مرحلة عطيّة للآخرين” هذا ما قاله عميد مجمع دعاوى القديسين ‏الكاردينال أنجلو بيتشو في عظته في تطويب ماريا غوادالوبيه أورتيز ‏لاندادزوري
ترأس عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجلو بيتشو ظهر اليوم ‏السبت في مدريد القداس الإلهي بمناسبة إعلان تطويب ماريا ‏غوادالوبيه أورتيز لاندادزوري وللمناسبة ألقى الكاردينال بيتشو عظة ‏قال فيها “أَنتُم نورُ العالَم”؛ بالإصغاء إلى كلمات المسيح هذه الموجّهة ‏للتلاميذ والموّجهة لنا اليوم يسيطر علينا الخوف ونريد ان نجيب فورًا ‏على المعلّم: أنت نور العالم! في الواقع يعود إلى ذهننا ما قاله هو ‏نفسه: “أَنا نُورُ العالَم مَن يَتبَعْني… يكونُ له نورُ الحَياة”، مع ذلك يذكرنا ‏إنجيل اليوم أن المسيح يقول لنا أننا نحن أيضًا نور العالم، لأننا قد نلناه ‏منه هو الذي جاء إلى العالم لا ليكون النور وحسب وإنما ليعطي النور ‏وينقله إلى عقول وقلوب الذين يؤمنون به‎.‎
تابع عميد مجمع دعاوى القديسين يقول لدينا إذًا مهمّة ومسؤولية تجاه ‏العطية التي نلناها: مسؤولية تجاه النور الذي نُقل إلينا، إذ لا يمكننا أن ‏نمتلكه ونحافظ عليه لأنفسنا بل نحن مدعوون لننقله إلى الآخرين. لقد ‏أدركت الطوباوية ماريا غوادالوبيه أورتيز لاندادزوري هذه الحقيقة وهي ‏تشكّل لنا المثال لكيفية استقاء هذا النور الذي هو المسيح وكيفية نقله ‏إلى الآخرين. نجد أنفسنا في الواقع إزاء امرأة استنارت حياتها فقط من ‏أمانتها للإنجيل. لقد كان ينبوع خصوبة حياتها المسيحية الاتحاد الحميم ‏والدائم مع المسيح. لقد كان حوارها مع الله دائم وكانت تعيشه من ‏خلال حياة أسرارية عميقة وأوقات صلاة طويلة‎.‎
أضاف الكاردينال أنجلو بيتشو يقول لم يتأخر الصليب حتى يظهر في ‏حياتها، إذ قبلت خلال فترة الحرب المدنيّة الرهيبة بقوّة بطوليّة، ثمرة ‏الإيمان والرجاء والمحبة، مأساة قتل والدها ومخاطر النزاع المسلّح ‏والابعاد عن مدريد والفقر وإيقاف دراستها. وإذ لمستها نعمة اختبرتها ‏خلال قداس الأحد شعرت بالرغبة في لقاء شخص يساعدها على إيجاد ‏أجوبة لمتطلباتها الروحية وهكذا ومن خلال صديق تعرّفت على مؤسس ‏الـ‎ “Opus Dei” ‎وطبع هذا اللقاء خطوة حازمة نحو حياة من بذل الذات ‏كامل في سبيل الله. وإذ انتمت إلى الـ‎ “Opus Dei” ‎كانت مستعدّة على ‏الدوام وبروح متحمّس وسخي لتنقل في كل مكان وإلى الجميع فرح ‏اكتشاف “اللؤلؤة الثمينة‎”.‎
تابع عميد مجمع دعاوى القديسين يقول لقد عرفت الطوباوية ماريا ‏غوادالوبيه أورتيز لاندادزوري أن تكون في كلِّ مرحلة عطيّة للآخرين ‏واعتنت بشكل خاص بتنشئة التلاميذ وكرّست ذاتها للبحث العلمي من ‏أجل تعزيز تقدّم البشريّة. أضف إلى ذلك كان قلبها مفتوحًا على الدوام ‏على احتياجات القريب وقد تترجم هذا الأمر إلى استقبال وتفهّم. لقد ‏أظهرت على الدوام وفي جميع الحالات أنها امرأة قويّة، وقد ظهرت ‏قوّتها هذه بشكل خاص عند الصعوبات وعند القيام بأعمال رسوليّة ‏جديدة. تنقل إلينا الطوباوية الجديدة نحن المسيحيون اليوم أنّه من ‏الممكن أن نوفِّق بين الصلاة والعمل، وبين التأمُّل والعمل بحسب ‏أسلوب حياة يحملنا على الوثوق بالله وعلى أن نشعر أننا تعبير ‏لمشيئته التي علينا أن نعيشها في كلِّ لحظة. كذلك تعلّمنا كم هو ‏جميل وجذّاب أن نملك قدرة على الإصغاء وموقفًا فرحًا على الدوام حتى ‏في الأوضاع الأليمة‎. ‎
وختم عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال أنجلو بيتشو عظته ‏بالقول إنَّ غنى إيمانها ورجائها ومحبّتها هو العلامة الرائعة لما أكّده ‏المجمع الفاتيكاني الثاني حول دعوة جميع المؤمنين إلى القداسة، ‏محدّدًا أن كلَّ فرد يحقق هذا الهدف على قدر مسؤولياته الخاصة، ‏وعطاياه. إنَّ إشارة المجمع الفاتيكاني الثاني هذه تجد اليوم تحقيقها ‏في إعلان تطويب هذه الامرأة التي نتوجّه إلى صلاتها وشفاعتها لنكون ‏على الدوام شهودًا لنور المسيح ومصابيحًا تنير ظلمات زمننا‎.‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز