عيد ام المعونة الدائمة يا ام الله ياحنونة تشفعي من اجلنا
اليوم 24 مايو
الاب / وليم عبد المسيح سعيد -الفرنسيسكاني
أيقونة أم المعونة هي من أقدم الأيقونات في الكنيسة المقدسة وكانت تسمى بأيقونة (أم الله) . كانت الأيقونة منقوشة على الخشب وموجودة في القسطنطينية ، وكانت تحظى بشهرة واسعة لكثرة المعجزات التي صنعتها.
تم تدمير النسخة الأصلية في القسطنطينية من قبل جنود الأنكشارية التركية الذين فتحوا القسطنطينية فقتلوا ونهبوا ودمروا الكثير ومنها أيقونة أم الله.
من أشهر النسخ المستنسخة هي نسخة كريت التي تعود الى القرن الثاني عشر، نقلت بعد ذلك من كريت الى روما في القرن الخامس عشر .
في أيقونة أم المعونة نلاحظ العذراء تحمل الطفل يسوع ونظرها ليس الى الطفل بل تتطلع بهدوء ملؤه التأمل في صفحات الحياة الروحية بتفاصيلها لأنها أم الله .
كما نلاحظ بأنها تتطلع الى الناظرين اليها حيث نظرها يتيح للناظر اليها أن يراها تنظر اليه من أية جهة . نلاحظ العذراء وكأنها في حالة صلاة وخشوع عميق،
وكذلك نجد على وجهها العاطفة الأنسانية التي تحمل القلق والألم وأسرار كثيرة.
أما يدها فتعبر بها عن حنينها للطفل الألهي فمالت برأسها نحو الطفل . أنها لا تضم الطفل على جسمها لأنها تعلم بأنه القوة الألهية المتجسدة لهذا نلاحظ بأنها هي التي تحتمي به لأنه مصدر قوتها.
كذلك نرى في الأيقونة بأن مريم لن تضم الطفل يسوع على صدرها ، بل حملته بطريقة تظهر للمشاهد بأنها تريد أن تقدمه لله من أجل العالم . أما ما نشاهده في الطفل وكأنه هو المتحدث وهو المعلم والشخصية الأساسية في الصورة رغم صغره ، فوضع رأسه يدل على الحنو والحب للأنسان وهو ينظر الى العالم بنظرات تحتوي على عمق وبعد ملؤه المحبة .
كذلك يبدو وكأنه خائف وبسبب هذا الخوف من الساعة الأخيرة التي كان يتذكرها في كل لحظة من لحظات حياته فنلاحظه في الأيقونة وهو في حالة قلق شديد وهو ينظر ويتأمل بالصليب الذي يحمله رئيس الملائكة جبرائيل فضرب رجله بالأخرى فنزع أحد نعليه ويكاد أن يسقط بسبب ألأنفعال والقلق
أما الملاكان جبرائيل وميخائيل فيحملان آلات آلامه وهي الصليب المقدس ومعدات التعذيب كالحربة والقصبة والزوفة ، والملاكان في وضع الحراسة والخدمة.
أخيراً نقول لنضع يدنا بيد مريم كما فعل يسوع الطفل فهي أمنا أيضاً فتشفعنا بصلواتها عند أبنها الأله له المجد دائماً .. امين