عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد
15 اغسطس
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
بدأ الإحتفال بهذا العيد فـى الشرق منذ القرن الخامس الـميلادي.
فبعد صعود السيد المسيح أرسل الى أمة مريم العذراء ملاكاً يحمل اليها خبر انتقالها، فطلبت أن يجتمع اليها الرسل
فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل.
وبمعجزة إلهية وجدوا جميعاً فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند
و كان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية
فرحت العذراء قالت لهم أنة قد حان زمان إنتقالها.
و بعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضاً غير المنظورين يرتلون معهم.
ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها.
كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا
المكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضاً
وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة
كان القديس توما في الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له “تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك”
ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتة السحابة الى الهند.
فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل
فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء
فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: “إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار المسامير”
فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم “بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة”
فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث اذ إنقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور
فقرروا جميعا أن يصوموا
وأستمر الصيام لمدة أسبوعين وهو الصوم المعروف بصوم العذراء
رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء
فحقق الرب طلبتهم، وأعلمهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس
لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أي ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد .
ولقد ظهر من القبر الذي كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر
فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين .. ولقد أعلن البابا بيوس الثاني عشر في الاول من شهر نوفمبر عام 1950م ، في رسالته البابوية . ” إن والدة الإله المنزهة عن كل عيب مريم الدائمة البتولية ، بعد أن أنهت مجرى حياتها الأرضية رفعت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي ” . فلتكن صلاتها وشفاعتها معنا دائما .