stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فانهضوا وشددوا أوساطكم بالحق – الأب وليم سيدهم

428views

بين المزمور 109 للمرنم وبين رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس، نقرأ مجموعة من المفردات التي تصف حالة المؤمن الفقير، الذي تهاجمه الحيل الشيطانية من خلال هجوم الأشرار عليه، ومحاولة انتقام منه، رغم معاناته الباطنية والخارجية، فيقول المرنم  ” أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ السَّيِّدُ فَاصْنَعْ مَعِي مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ. لأَنَّ رَحْمَتَكَ طَيِّبَةٌ نَجِّنِي. فَإِنِّي فَقِيرٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا، وَقَلْبِي مَجْرُوحٌ فِي دَاخِلِي. كَظِلّ عِنْدَ مَيْلِهِ ذَهَبْتُ. انْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ. رُكْبَتَايَ ارْتَعَشَتَا مِنَ الصَّوْمِ، وَلَحْمِي هُزِلَ عَنْ سِمَنٍ. وَأَنَا صِرْتُ عَارًا عِنْدَهُمْ. يَنْظُرُونَ إِلَيَّ وَيُنْغِضُونَ رُؤُوسَهُمْ. أَعِنِّي يَا رَبُّ إِلهِي. خَلِّصْنِي حَسَبَ رَحْمَتِكَ. وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ هذِهِ هِيَ يَدُكَ. أَنْتَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ هذَا. أَمَّا هُمْ فَيَلْعَنُونَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُ. قَامُوا وَخَزُوا، أَمَّا عَبْدُكَ فَيَفْرَحُ. لِيَلْبِسْ خُصَمَائِي خَجَلًا، وَلْيَتَعَطَّفُوا بِخِزْيِهِمْ كَالرِّدَاءِ. أَحْمَدُ الرَّبَّ جِدًّا بِفَمِي، وَفِي وَسَطِ كَثِيرِينَ أُسَبِّحُهُ. لأَنَّهُ يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْمَسْكِينِ، لِيُخَلِّصَهُ مِنَ الْقَاضِينَ عَلَى نَفْسِهِ.”(مزمور 109: 21- 31)

ثم يُضيف القديس بولس هذه التنبيهات للمؤمنين ” فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ” (اف 6: 14- 18)

انقذني لأني فقير وقلبي في صدري جريح، نتوسل مع المرنم غلى الله لأننا فقراء، وقلوبنا جريحة في صدورنا، لا نستند على المال وليس لنا ظهر عند الأقوياء في هذا العالم، فأنت يارب ظهرنا وصخرتنا التي تعصم أرجلنا من الزلل في هذا العالم الموبوء والمتخم بكل أصناف العنف.

نطلب من الله أن يرحم باطننا المجروح وأن يشدد خارجنا من الخوار ومن الوقوع في دوار هذا العالم الذي لا يرحم المسكين ولا يأبه للفقير بل يستغله ويطحنه ويعصره لآخر قطرة من دمه.

نتوسل مع المرنم إلى الله ونصغي للرسول بولس ونقف أمام الله في خشوع وفي ثبات، متمنطقين بالحق ومبتهجين لإصغاءه إلى صوت صراخنا فهو ملاذنا وملجأنا وقت الضيق. توكلنا على الله فلا نخاف السوء، الرب نجانا من شدائدنا فلنقبل إليه ولنسمع له.