stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فليشدد بعضكم بعضًا – الأب وليم سيدهم

294views

إن كل الظروف المحيطة بنا في هذه الأيام، تدفعنا إلى الإكتئاب، والعُزلة، والحُزن، واليأس، لا بل البعض ينتحر من فوق برج القاهرة أو يرمي نفسه من أعلى كوبري قصر النيل، أو تحت قضبان المترو.

أيام صعبة للغاية، الغلاء في الطعام والضشراب، المرض وما يتطلبه من تكاليف باهظة، السكن الذي أصبح إمتلاكه أو إيجاره باهظًا وغير متاح لشرائح كبيرة من الفقراء.

هذا الوقت نحتاج أن يُشدد بعضنا بعض، نحتاج من يضمد جروحنا، ومن يقوي رُكبنا المرتخية، فليشدد بعضكم بعضًا، قالها القديس بولس لأغلب كنائس آسيا. إن كلمة طيبة صدقة كما يقول أخوتنا المسلمون، فمن منا مسكون بالسلام والثبات في خضم هذه الظروف لكي يقول كلمة تشفي، ويطيب خاطر المحزونين.

مَن مِن الأغنياء مثل ذكا وكتى العشار يمكنهم أن يشاركوا بمالهم أو ممتلكاتهم مع الفقراء، إن أوقات الشدة تزورنا جميعًا، هذه طبيعة البشر، فمن هو آمن من الآن يلتفت إلى من هو في ضيق وشدة.

إن محبة القريب من كل جنس ولون مأمور بها في الانجيل وفي الحضارات المختلفة، فمن هو السامري الصالح الذي ينزل من برجه العاجي، أو حتى من منزله البسيط لكي يضمد ضحايا الحروب ، ضحايا الظلم.

إن إنسانية الإنسان لا تكتمل إلا إذا خرج من أنانيته لكي يدلي بدلوه لكسر الهوة بين الفقراء والأغنياء، نحن لسنا مطالبين أن نذهب إلى بيروت أو إلى ليبيا أو العراق أو فلسطين كي نساعد هؤلاء الشعوب المنكوبة، إن الفقراء والمظلومين موجودون بجوارنا في شوارعنا وفي مدننا وفي قرانا، فهل يدفعنا إيماننا إلى نجدة هؤلاء البشر. أما أننا نتبع المثل القاسي والأناني “ابعد عن الشر وغنيله” إن الضحايا والجرحى والثكلى بشر مثلنا، من حقهم علينا أن نلتفت إليهم.

يارب، يا أرحم الراحمين، يا ابو الحنية ومخلصنا، شدد عزائمنا حتى نستطيع تشديد عزائم اخوتنا وأخواتنا المحتاجين.