stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن أهمية أعمال الرحمة في حياة الكنيسة

890views

topic

أجرى البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. تابع البابا سلسلة تعاليمه الأسبوعية متوقفا اليوم عند الجزء الثاني من موضوع “الكنيسة هي أم” وقال: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، في مسيرة تعليمنا حول الكنيسة توقفنا لنفكر بالكنيسة الأم، وقلنا في المرة الماضية إن الكنيسة تجعلنا ننمو بنور وقوة كلمة الله، ترشدنا إلى درب الخلاص وتحمينا من الشرور. واليوم أود الإشارة إلى بعد مميّز لهذا العمل التربوي للكنيسة أمنا، ألا وهو كيف تعلمنا أعمال الرحمة!

إن المربي الجيد – تابع البابا يقول – يصب اهتمامه على ما هو أساسي. لا يضيّع وقتا على التفاصيل، بل يسعى إلى نقل ما هو مهم كيما يجد الطفل أو التلميذ معنى وفرح الحياة. هذه هي الحقيقة! والأساسي، وفقا للإنجيل، هو الرحمة. لقد أرسل الله ابنه، لقد أصبح الله إنسانا كي يخلصنا، ويمنحنا رحمته. هذا ما يقوله يسوع بوضوح ملخصا تعاليمه لتلاميذه “كونوا رحماء كما أن أباكم رحوم”. هل يمكن أن يوجد مسيحي غير رحوم؟ كلا، المسيحي رحوم بالضرورة، لأن هذا هو محور الإنجيل. إن الكنيسة الأمينة لهذا التعليم لا يسعها إلا أن تكرر الشيء نفسه لأبنائها: “كونوا رحماء” كما هو الآب، وكما كان يسوع.

إذا الكنيسة تتصرف مثل يسوع. لا تقدّم دروسا نظرية حول المحبة، والرحمة. ولا تنشر في العالم فلسفة وحكمة ما. المسيحية تتضمن هذا كله بالتأكيد، لكنه انعكاس لها. إن الكنيسة الأم، على غرار يسوع، تعلّم بمثالها والكلمات ترمي إلى إنارة معاني تصرفاتها.

إن الكنيسة الأم تعلمنا أن نقدم الطعام والمياه للجائع والعطشان، والملابس للعريان. كيف تفعل هذا؟ تقوم بذلك من خلال مثال العديد من القديسين والقديسات الذين تصرفوا على هذا النحو بشكل مثالي. تفعل هذا أيضا من خلال مثال العديد من الأبوات والأمهات الذين يعلمون ابناءهم أن ما يفضل عنا هو ضروري لكل محتاج. كما تميّزت العائلات المسيحية البسيطة بحسن الضيافة: ولم تتقاعس قط عن تقديم طبق من الطعام وسرير لكل محتاج.

وبعد أن روى البابا فرنسيس قصة امرأة، ربة منزل تعرف عليها ولم تبخل على شخص محتاج طرق بابها طالبا أن يأكل تابع يقول: الكنيسة الأم تعلمنا أن نقف إلى جانب المريض. كم من القديسين والقديسات خدموا يسوع بهذه الطريقة! وكم من الرجال والنساء البسطاء الذين يطبّقون كل يوم أعمال الرحمة هذه في غرف المستشفيات أو دور العجزة أو المنازل يعتنون بشخص مريض!

الكنيسة الأم تعلمنا الوقوف إلى جانب المسجون. إن كل واحد منا قادر على أن يرتكب ما ارتكبه الشخص المسجون. بإمكاننا كلنا أن نرتكب الأخطاء والخطايا. إن الرحمة تتخطى كل الجدران والحواجز، وتحملنا على البحث دوما عن وجه الإنسان، وجه الشخص. إنها الرحمة التي تبدل القلب والحياة وهي قادرة على جعل الإنسان يولد من جديد وتتيح له إمكانية الانخراط مجددا في المجتمع.

الكنيسة الأم تعلمنا الوقوف إلى جانب المتروك ومن يموت لوحده. هذا ما فعلته الطوباوية تيريزا في شوارع كالكوتا. وهذا ما فعله ويفعله العديد من المسيحيين الذين لا يخافوا أن يشدوا على يد شخص يستعد لمغادرة هذا العالم. هكذا أيضا تعطي الرحمة السلام لمن يغادر ومن يبقى، وتُشعرنا بأن الله أكبر من الموت وإذا مكثنا به نعرف أننا نغادر هذا العالم قائلين له “إلى اللقاء”. وروى كيف كانت الأم تيريزا تأوي أشخاصا يموتون في الشوارع، وكانت تستضيفهم في بيتها ليموتوا نظيفين، مطمئنين، وبسلام.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، الكنيسة هي أم تعلم أبناءها أعمال الرحمة. لقد تعلمت هذه الدرب من يسوع، وتعلمت أن هذا أمر أساسي من أجل الخلاص. لا يكفينا أن نحب من يحبوننا. يقول يسوع إن هذا ما يفعله الوثنيون. لا يكفينا أن نحسن إلى من يحسنون إلينا. كي نغيّر العالم نحو الأفضل لا بد أن نُحسن لمن لا يستطيع أن يبادلنا الإحسان، كما فعل معنا الآب واهبا إيانا يسوع. إني أشكر الرب الذي وهبنا نعمة أن تكون الكنيسة أمنا، والذي يعلمنا درب الرحمة ودرب الحياة. فلنشكر الرب.

الفاتيكان