قداسة البابا لاوُن الرابع عشر: الرجاء نارٌ تُلزمنا بالعمل لا بالخمول
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
الفاتيكان نيوز
وجّه صباح اليوم، قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، رسالة حول “معنى الرجاء الحقيقي”،خلال المقابلة العامة اليوبيلية التي عُقدت، بساحة القديس بطرس، بالفاتيكان.
واجتمع آلاف الحجاج للاستماع إلى تعليم الحبر الأعظم الأسبوعي، حيث أكد قداسته أن السلام الذي يقدّمه المسيح ليس حالة سكينة خاملة، بل نار تتطلّب موقفًا واضحًا، ومسؤولية فاعلة أمام تحديات العالم المعاصر.
واستشهد قداسة البابا بقول المسيح في إنجيل لوقا: “كل من أُعطي كثيرًا، يُطلب منه الكثير”، موضحًا أن يسوع يتوقع من المؤمنين الكثير، انطلاقًا من الثقة التي يمنحها لهم، ومن الرسالة التي أوكلها إليهم.
وخلال تعليمه، ركّز بابا الكنيسة الكاثوليكية على مفهوم الرجاء المسيحي، في عالم يطغى عليه عدم الاستقرار، والاختلالات الاجتماعية، قائلًا: السلام الذي يأتي به يسوع هو مثل نار، ويطلب منا الكثير.
وأضاف عظيم الأحبار أن هذه النار تُلزم المسيحيين باتخاذ موقف واضح في مواجهة الظلم، والتفاوتات، وكل موقع تُنتهك فيه الكرامة الإنسانية.
وأوضح الأب الأقدس أن الرجاء ليس شعورًا سلبيًا، أو انتظارًا صامتًا، بل «فعلٌ فاعل» يغيّر الواقع: الرجاء هو أن ندرك في قلوبنا، ونُظهر بأعمالنا، أن الأمور لا يمكن أن تستمر كما كانت.
ولإظهار قوة الرجاء العملي، استعاد قداسة البابا سيرة خادمة الرب، الأمريكية دوروثي داي، الصحفية والناشطة التي عاشـت في القرن الماضي، وكرّست حياتها للدفاع عن العمال، والمهاجرين، والفقراء، قائلًا: إنها كانت تحمل النار في داخلها، وفهمت بصفتها مسيحية واجب الوقوف إلى جانب المهمّشين في وجه اقتصاد يقتل.
وأشاد الحبر الأعظم بقدرتها على الجمع بين الفكر، والقلب، والأعمال: كتابة تُحرّك الضمائر، وخدمة مباشرة تُترجم الإيمان إلى واقع، عبر بيوت المحبة التي أسستها، والتي أصبحت نقاط عدالة تتحول فيها الدينونة إلى شركة، وعمل.
وأكد قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في ختام تعليمه، أن زمن اليوبيل هو فرصة روحية، لإيقاظ هذه النار في قلوب المؤمنين، وحياة الكنيسة جمعاء، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا شهودًا لرجاء يتحرك، لا لسلامٍ ساكن.
























