كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية – القسم السادس الكلية الإكليريكية للأقباط الكاثوليك
كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية
القسم السادس
الكلية الإكليريكية للأقباط الكاثوليك
بقلم
المتنيح القمص بطرس سعد الله حنا
وسيادة الأب بولس جرس
مقدمة
الكنيسة فى حاجة إلى كهنة حقيقيين:
- يؤمنون إيماناً راسخاً بشخص الرب يسوع وبرسالتهم الخلاصية،
- ويرجون رجاءً فى كنيسة حية متوهّجة وإيجابيّة،
- ويحبّون فى تواضع وسخاء وخدمة مجّانية.
تواريخ هامة فى حياة الإكليريكية القبطية الكاثوليكية:
- 25 يناير 1897، تم وضع حجر الاساس للإكليريكية بمدينة طهطا.
- 15 نوفمبر 1899، تم إفتتاح إكليريكية القديس لاون بطهطا.
- سبتمبر 1947، تم نقل الإكليريكية إلى مبنى كلية القديس لويس للآباء الأفريقيين بطنطا (غربية). وكان التعاون فى تلقين الدراسات وتكوين الإكليريكيين بين الكهنة الإيبارشيين الأقباط الكاثوليك والآباء اللعازريين.
- 3 نوفمبر 1953، تم إفتتاح مبنى الإكليريكية الجديدة بالمعادى بإدارة الأنبا إسطفانوس سيداروس.
- سنة 1958، طلب غبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الأول من الآباء اليسوعيين القيام بإدارة الإكليريكية، بالتعاون مع كهنة إيبارشيين من الأقباط الكاثوليك.
- سبتمبر 1969، عادت الإكليريكية لإدارة آباء كهنة من الأقباط الكاثوليك.
فى خلال مائة عام أدّت إكليريكيتنا خدمات جليلة للكنيسة المقدسة. ونرى أنه يجدر بنا أن نذكر فى الصفحات التالية تاريخ إكليريكيتنا القبطية الكاثوليكية.
1- الإكليروس القبطى الكاثوليكى المتخرج من كلية إنتشار الإيمان بروما (1724 م).
إن الكنيسة المقدّسة لا تنمو ولا تنتشر فى أى إقليم أو منطقة أو بلد من البلدان إلا بواسطة إكليروسها المحلى، ولذلك أرسل مجمع إنتشار الإيمان عام 1723 م، إلى رئيس الإرسالية الفرنسيسكانية بمصر سيادة الأب بندتودا تيانو، ليبعث إلى كلية إنتشار الإيمان بروما شابين قبطيين صالحين حتى ينخرطا فى سلك الكهنوت. فلبّى الاب المذكور طلب المجمع المقدس.
وفى يوم 28 سبتمبر 1724، قُبل فى كليّة إنتشار الإيمان بروما الطالبان روفائيل طوخى من مدينة جرجا، وهو فى الحادية والعشرين من عمره، وصالح مراغى من مدينة أخميم وله من العمر إثنتى عشر سنة.
وتبعهما بعد ذلك نخبة من أبناء الكنيسة، نخص بالذكر الطالب أبو الخير بشارة – وهو من بلدة صدفا (أسيوط) – حتى سنة 1879.
2 – المدرسة الإكليريكية الصغرى للأقباط الكاثوليك بالقاهرة 1879.
ولكن كان عدد الكهنة المتخرجين من كلية إنتشار الإيمان محدوداً وضئيلاً، ولم يكن كافياً لسد إحتياج الطائفة إلى كهنة عديدين مثقفين فى وطنهم، ومُلمّين بجميع إحتياجاته.
لذا فى عام 1878 كلف مجمع إنتشار الإيمان الأباء اليسوعيين بتأسيس إكليريكية للأقباط الكاثوليك بمصر والقيام بإدارتها.
فسافر إلى القاهرة الأب نورمان رئيس إرسالية الآباء اليسوعيين فى سوريا فى يناير 1879، بصحبة الأب هنرى اليسوعي، ونزلا ضيفين لمدة شهر طرف الآباء الفرنسيسكان، إذ لم يكن يوجد حينذاك مرسلون يسوعيون فى مصر.
وفى 3 فبراير من السنة المذكورة سكناً منزلاً صغيراً بالإيجار فى حىّ الموسكى. وبعد أن تفّقد الأب نورمان الحالة وأتم مهمته على أحسن ما يرام، ترك فى القاهرة الأب هنرى، ورجع إلى بيروت وأوفد من هنالك إلى القاهرة الأب جرنييه والأخ يوحنا سميرلى.
ونرى إنه فى شهر مايو من السنة نفسها إنتقل هؤلاء اليسوعيون الثلاثة من منزلهم الصغير المشار إليه، وإستأجروا منزلاً فسيحاً غير بعيد عن الأول، وهو قصر باغوص باشا فى حديقة روزيتا بالموسكى. وهذا المنزل صار بعد قليل المقر الأول للمدرسة الإكليريكية للأقباط الكاثوليك.
ثم فتحت المدرسة الإكليريكية أبوابها فى أول أكتوبر عام 1879. وكان قد تم الإتفاق على أن تكون هذه المدرسة إكليريكية صغرى يتلقى فيها الطلاب الأقباط الكاثوليك دروسهم الثانوية، ويُرسلون من بعدها إلى الكلية الشرقية للآباء اليسوعيين ببيروت (لبنان) ليواصلوا فيها علوم الفلسفة واللاهوت. وتضمن الإتفاق أيضاً أن يصرح لمن يشاء من الطلبة ان يتلقنوا الدروس فى نفس المدرسة مع الإكليريكيين.
وإبتدأ العام الدراسى، وقد ضمّت المدرسة بين جدرانها ثمانية إكليريكيين، وأربعة عشر طالباً خارجياً. وكان قد عُيّن لها رئيساً، وهو الأب إدوار سلزانى عوضاً عن الأب هنرى، وأصبح الأب جرنييه مساعداً له.
ولقد حققت هذه المدرسة الإكليريكية نجاحاً باهراً ونمواً مشجعاً.
إلا أن ثورة عرابى (باشا) ضد الاوروبيين فى عام 1882 أرغمت الآباء اليسوعيين (وقد وصل عددهم إذاك فى القاهرة حوالى سبعة عشر راهباً) أن يرحلوا مع الإكليريكيين إلى بيروت. ولم يبق منهم إلا الرئيس الجديد الأب ميشيل جوليان، وأربعة من اليسوعيين ومعهم أكبر الإكليريكيين سناً، وهو حبيب سبع الليل.
ولكن حدّة الثورة إضطرتهم أن يرحلوا هم أيضاً إلى بيروت فى 15 يونيو من السنة المذكورة، ولم يرجعوا إلا فى أعقاب ثورة عرابى باشا.
وفتحت المدرسة بالقاهرة أبوابها فى شهر نوفمبر 1882، ولكن بعد هذه المنحة البسيطة، واصلت المدرسة الإكليريكية سيرها على ما يرام.
وفى عام 1883، أى بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيسها، بلغ عدد طلابها ثمانية عشر إكليريكياً وثلاثة وستين طالباً خارجياً.
وفى عام 1888 شرع الآباء اليسوعيون فى بناء مدرسة كبيرة فى حىّ الفجالة بالقاهرة، وهى مدرسة الآباء اليسوعيين (العائلة المقدسة الحالية).
وتم إفتتاحها الرسمى فى عام 1889، فترك الآباء حينئذ قصر باغوص يصحبهما الإكليريكيون، الذى كان قد بُنى من أجلهم منزل خاص بجوار مدرسة العائلة المقدسة. يقع فى ذات المكان، الذى كانت تشغله مدرستنا الإكليريكية الصغرى بالقاهرة إلى عام 1947.
وظّلت المدرسة الإكليريكية الصغرى بالقاهرة فى إدارة الآباء اليسوعيين إلى عام 1907، ثم أغلقت المدرسة أبوابها من جديد، على إثر إستقالة مثلث الرحمات غبطة الأنبا كيرلس الثانى وتعيين الأنبا مكسيموس صدفاوى نائباً رسولياً للبطريركية. فسافر طلابها إلى مدينة بيروت (لبنان) لمواصلة دراستهم الثانوية والفلسفية واللاهوتية فى الكلية الشرقية للآباء اليسوعيين.
3 – إكليريكية المنيا الكبرى المؤقتة (1895 – 1896).
ومن عام 1893 كان عدد الأقباط الكاثِوليك أخذاً فى الإزدياد يوماً بعد يوم.
ولما كان عدد الكهنة المتخرجين من بيروت قليلاً جداً بالنسبة إلى إحتياج الطائفة، إتجهت الفكرة من عام 1894 إلى إفتتاح مدرسة إكليريكية فى دير الآباء اليسوعيين بالمنيا، تقبل الراغبين فى الكهنوت والحاصلين على السن القانونى للرسامة الكهنوتية، حتى من الكهنة المتزوجيين. يتلقون فى مدة وجيزة ما هو ضرورى معرفته للكاهن، من شرح العقائد الدينية والإحتفال بذبيحة القداس، وخدمة الأسرار المقدسة، ولكن لم يتم هذا المشروع إلا بهمّة النائب الرسولى الجديد الانبا كيرلس مقار الذى إفتتح هذه المدرسة فى 7 مايو 1895، واضعاً إياها تحت إدارة الآباء اليسوعيين وعيّن مدرس لها، هو الأب بولس قلادة الذى سيصبح بعد قليل سيادة الأنبا أغناطيوس برزى.
وظلّت هذه الإكليريكية عامرة لمدة سنة، تخرج منها أربعة عشر كاهناً ثم أُغلقت هذه المدرسة لأن أساقفتنا كانوا يطالبون الكرسى الرسولى بتأسيس مدرسة إكليريكية ملية، على مثال الإكليريكيات الأوروبية، مُنظمة فى قوانينهاودروسها، بحسب ما تتطلبه الشرائع الكنسية.
4 – المدرسة الإكليريكية الاونية الكبرى بطهطا (1899).
(1) التأسيس:
وفى أوائل شهر مايو عام 1896، إجتمع أصحاب السيادة الأساقفة الثلاثة وهم : الأنبا كيرلس مقار، والأنبا مكسيوس صدفاوى، والانبا أغناطيوس برزى، وأرسلوا للكرسى الرسولى تقارير عن حالة إيبارشيتهم الآخذة فى النمو كل يوم.
وأعملوا قداسة البابا لاون الثالث عشر بإحتياج الطائفة القبطية الكاثوليكية إلى مدرسة إكليريكية أخرى كبرى (مع حفظ كيان الإكليريكية الصغرى بالقاهرة وإرسال طلبتها إلى بيروت لمواصلة الدروس). ويكون التدريس فى هذه الإكليريكية الجديدة باللغة العربية، وتكون مدة الإقامة بها أقصر مما فى القاهرة وبيروت، وذلك لشدة إحتياج الطائفة إلى كهنة كثيرين.
وعرض الاساقفة على قداسة البابا لاون الثالث عشر مدينة طهطا لتؤسس فيها هذه المدرسة الإكليريكية، لكونها مركز الكثلكة فى الصعيد، علاوة على أنها مركز الدار الأسقفية. فلبّى البابا طلب الأساقفة بكل إرتياح وفرح. وسرعان ما شرع فى تنفيذ البناء تحت إشراف الأب جيليان اليسوعى.
أما حفلة وضع الحجر الأساسى التى تمت بتاريخ 25 يناير 1897، فكانت شيّقة جداً. وقد حضر هذا الحفل البهيج أصحاب السيادة :الأنبا كيرلس مقار، والأنبا مكسيموس صدفاوى، والأنبا أغناطيوس برزى، والأنبا سوجارو النائب الرسولى فى السودان وممثلاً لحكومتى النمسا وفرنسا، مع عدد من الأعيان والأكابر.
وخرج الحفل من الكنيسة الكاتدرائية بين الترانيم المقدسة وهتافات الفرح والحبور إلى أن وصل إلى مكان البناء. فوضع الحجر الأساسى الأنبا كيرلس مقار، وتُليت بعد ذلك الخطب البليغة من الإكليروس والشعب. وإختُتمت الحفلة بمأدبة فاخرة أعدّها السيد نخلة (بك) يسى.
(2) الإفتتاح:
وفى 15 نوفمبر 1899، تم الإفتتاح الرسمى لهذه المدرسة الكبرى التى دُعيت بإسم القديس لاون الكبير، عرفاناً بالجميل لمحبة قداسة البابا لاون الثالث عشر وتقديره للطائفة القبطية.
وقد فاق حفل الإفتتاح حفل وضع الحجر الأساسى رونقاً وبهاءً، إذ كان تحت رعاية البطريرك الجديد الانبا كيرلس الثانى.
أما قوانين المدرسة الإكليريكية، فوضعها المجمع الإسكندرى الأول المنعقد فى 18 يناير إلى 3 يونيو 1898. وقد عُين القمص أثناسيوس سبع الليل أول رئيس لهذه الكلية، وكان الأب بسطورس مساعداً له كمشرف ومدرس للاهوت.
أما عدد الإكليريكيين، فوصل فى اول سنة إلى خمسة وعشرين طالباً يتلقّون العلوم الفلسفية واللاهوتية بطريقة موجزة لمدة ثلاث سنوات.
وفى عام 1901 باغ عدد الإكليريكيين فى هذه المدرسة أربعين طالباً وكانت الإكليريكية تسير سيراً حسناً وتبشر بمستقبل زاهر علق عليه أبناء الطائفة جميع آمالهم. وقد ظلّ القمص أثناسيوس سبع الليل رئيساً للمدرسة الإكليريكية من 14 نوفمبر 1899 إلى 16 مارس 1902، وخلفه المونسنيور باسيلى ناداب من 15 يونيو 1902 إلى 15 سبتمبر 1908. وبعد فترة رئاسة الموسونيور باسيلى ناداب تولى الرئاسة بعده سيادة الموسنيور باسيلى موسى من سبتمبر 1908 إلى سبتمبر 1913.
وفى عام 1913، تولى رئاسة الإكليريكية الكبرى سيادة الأنبا أغناطيوس برزى مطران إيبرشية طيبة من سبتمبر 1913 إلى سبتمبر 1921.
وفى عام 1914 رجع من بيروت جميع الغكليريكيين الأقباط الباقين حينذاك، ووصلوا دروسهم فى المدرسة الإكليريكية بطهطا. ومن بعدها لم يُرسل أحد من الإكليريكيين الاقباط إلى بيروت حتى عام 1930.
ولما تكاثرت أعباء إيبارشية طيبة على نيافة الانبا أغناطيوس برزى، علاوة على عمله المضنّى فى إدارة الإكليريكية، خلفّه فى رئاسة الإكليريكية مرة ثانية القمص أثناسيوس سبع الليل فى شهر سبتمبر عام 1921 إلى شهر سبتمبر عام 1927.
فكان يديرها بحكمة. وأفادته خبرته السابقة فإزدادت الدعوات الإكليريكية، وكثرت الرسامات الكهنوتية. ثم خلّفه سيادة المونسنيور أنطوان يسى رئيساً للمدرسة الإكليريكية فأدارها من سبتمبر 1927 إلى سبتمبر 1934. وكان يعاونه الأب فرنسيس بدروس مدرساً للفلسفة والاهوت.
وبعد فترة رئاسة المنسينيور أنطون يسى، خلفه فى إدارة الإكليريكية القمص فرنسيس توما، فتوّلى الإدارة من سبتمبر 1934 إلى سبتمبر 1945، ثم تولى بعده الاب أنطون برزى وكيلاً لإيبارشية طيبة من سبتمبر 1945 إلى سبتمبر 1946 فى إدارة الإكليريكية الكبرى. ثم خلّفه بعد ذلك فى رئاسة الإكليريكية الأب ستيفى سيداروس (غبطة البطريرك أنبا إسطفانوس الأول) فى شهر سبتمبر 1946.
5 – المدرسة الإكليريكية الصغرى بالقاهرة 1927.
أول مهمة قام بها صاحب السيادة الأنبا مرقس خزام، عقب إرتقائه إلى الدرجة الأسقفية عام 1926، وتسليمه إدارة البطريركية كانت مسألة المدرسة الإكليريكية، فألح لدى الكرسى الرسولى لإفتتاح مدرسة إكليريكية صغرى بالقاهرة.
ولقد حقق آمله فى شهر أغسطس عام 1927، فغفتُتحت المدرسة الإكليريكية الصغرى بالقاهرة فى منزل بالإيجار شارع يوسف سليمان (أبو الريش) بحىّ الفجالة. وإلتحق بها ما يقرب من ثلاثين إكليريكياً، فريق منهم كان من تلاميذ طهطا، والآخر من المستجدين، وعُين رئيساً عليهم القمص أثناسيوس سبع الليل، وكان إذاك رئيساً على إكليريكية طهطا الكبرى.
وعُيّن أيضاً الأب باسيلى البركة مساعداً له. ثم خلّفه بعد مرور سنة فى إدارة المدرسة الإكليريكية الصغرى (المعهد المتوسط) بمصر زهاء عشرين عاماً.
أما الدروس فكان الإكليريكيون يتلقونها فى مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالفجالة.
وفى شهر أغسطس عام 1930 نُقلت الإكليريكية الصغرى من شارع “أبو الريش” إلى شارع بستان المقسى بالفجالة بجوار مدرسة الآباء اليسوعيين فى نفس مركز المدرسة الإكليريكية الصغرى السالفة، وكان قد بُنى محلها مدرسة صغرى لتلاميذالآباء اليسوعيين فى عام 1923، وإفتُتحت فى أول مارس 1924.
6 – المدرسة الإكليريكية التحضرية بطهطا 1945.
لتسهيل وإزدياد الدعوات الإكليريكية فى صعيد مصر، ولإعداد الطلبة الصغار للإلتحاق بالمدرسة الإكليريكية الصغرى، أسس صاحب السيادة المدير الرسولى الأنبا مرقس خزام فى شهر أغسطس عام 1945 مدرسة إكليريكية تحضرية فى مدينة طهطا.
وجعل مقرها دار المدرسة الوطنية الإبتدائية، ثم أصبحت بعدئذ إكليريكية طهطا الكبرى مقراً للمدرسة التحضيرية من عام 1947. فضّمت بين جدرانها من أول سنة خمسة وعشرين طالباً. لا يتجاوز أكبرهم سناً العاشرة. وعُيّن لها وكيلاً الأب لويس برايا وأشرف عليها من عام 1945 إلى عام 1956، ثم تولى الإشراف بعده القمص عادل حبيب من عام 1956 حتى سنة 1953.
7 – نقل المدرسة الإكليريكية الكبرى والصغرى إلى طنطا 1947.
ولما كانت السلطة الكنسية فى خلال هذه السنين ترغب دائماً فى إزدياد عدد الإكليريكيين لإحتياج الطائفية إلى كهنة عديدين. ولما كانت دار المدرسة الإكليريكية الصغرى بالقاهرة لا تسع لأكثر من خمسين طالباً أو أقل، بحث الرؤساء إذاك عن دار مناسبة صالحة لإيواء ما يزيد على المائة طالب أو أكثر.
وتحقق أملهم هذا فى شهر سبتمبر 1947. عندما نُقلت الإكليريكية الكبرى من طهطا، والصغرى من القاهرة، إلى مدينة طنطا بالوجه البحرى فى جناح فسيح رحب من مبنى كلية القديس لويس التابعة للآباء المرسلين الأفريقيين.
ومنذ ذلك التاريخ والأب يتيفى سيداروس الذى سيصبح بعد قليل سيادة الأنبا إسطفانوس سيداروس مديراً للمعهد الإكليريكى بفروعه الثلاثة.
وكان المعهد الإكليريكى اللاونى يتكون وقتها من مائة وسبعة عشر طالباً منهم إحد عشر فى قسمى الفلسفة واللاهوت، وثمانون فى الإكليريكية الصغرى بطنطا، وستة وثلاثون فى المدرسة الإكليريكية التحضيرية بطهطا.
أما من حيث الدروس، فكان تلاميذ الإكليريكية الصغرى بطنطا يتبعون مدارس كلية القديس لويس، بينما طلبة الفلسفة واللاهوت يتلقون العلوم الكنسية من آباء كهنة الطائفة، يعاونهم الآباء الرهبان اللعازريون.
8 – المعهد الإكليريكى للأقباط الكاثوليكى بالمعادى 1953.
ولما كان المعهد الإكليريكى بطنطا فى مبنى كلية القديس لويس مؤجراً، ولإزدياد الدعوات الإكليريكية، فكر الكرسى الرسولى فى بناء ضخم يضّم إكليريكيين من جميع الطوائف الكاثوليكية بالقطر المصرى.
وقد إلتحق به بعض الطلبة من الموازنة والروم والسريان وبعض الرهبان الفرنسيسكان.
وفى عام 1952 قامت الدار الجديدة الشيقة فى شارع من أجمل شوارع حى المعادى، فالمبنى مستطيل طوله 117 متراً وعرضه 67 متراً، يقوم على مساحة فدانين تقريباً، وتحيط به أرض مزروعة بالأشجار المثمرة وبعض الخضروات، ومدخله عظيم، تتجلى فيه الهيبة والبساطة، وقام بتصميم أبوابه الحديدية الأستاذ ذكى بولس الفنان التشكيلى.
وأُعد المعهد لإستقبال طلبة القسم المتوسط (إعدادى وثانوى). وطلبة القسم العالى (الفلسفة واللاهوت).
وقد إفتُتح المعهد رسمياً فى 3 نوفمبر عام 1953، بحضرة نيافة الكاردينال أوجين تيسران مندوباً عن قداسة البابا بيوس الثانى عشر، وجمع غفير من أبناء وإكليروس الطوائف المسيحية وخاصة الكاثوليك، وعلى رأسهم غبطة البطريرك الأنبا مرقس الثانى.
وكان يعاون الأنبا إسطفانوس سيداروس مدير الكلية الجديدة بعض الرهبان اللعازريين لفترة وجيزة، حتى عام 1954.
فواصل الآباء الأقباط نشاطهم بهمّة سيادة الأنبا إسطفانوس سيداروس إلى أن أُختير نيافته بطريركاً للأقباط الكاثوليك فى 29 يونيه عام 1958، وحينئذ تسلم إدارة المعهد الأباء اليسوعسون بالتعاون مع الأباء الأقباط الكاثوليك.
وبعد تولّى نيافة الأنبا إسطفانوس سيداروس شئون البطريركية عيّن سيادة عمانوئيل فلير اليسوعى مديراً للمعهد من يونيه 1958 إلى يونيو 1959، يعاونه الأباء الأقباط، وخلفّه فى إدارة المعهد سيادة الأب فيكتور بريفو اليسوعى من يونيو 1959 إلى يوليو 1969، وهكذا أدار الآباء اليسوعيون معهدنا بالمعادى مدة أحد عشر عاماً.
ثم تسلم آباء الطائفة إدارة المعهد وعيّن السينودس الطائفى مديراً له سيادة الاب لويس أبادير فى 4 سبتمبر 1969.
9 – المدرسة الإكليريكية التحضيرية بالإسكندرية 1961.
فكر غبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الأول فى إفتتاح مدرسة تحضيرية بالإسكندرية.
وإفتُتحت فى شهر سبتمبر عام 1961 لخدمة أبناء الوجه البحرى شمال القاهرة، ولينمى الدعوات الكهنوتية، فعّين لها وكيلاً الأب جرجس إسكندر من عام 1961 إلى عام 1962.
ثم تعين بعده الأب جرجس المصرى من عام 1962 إلى عام 1971. ثم خلفّه فى الإشراف الأب متى أندراوس فى شهر سبتمبر 1971 ثم تعين بعده الأب مرقس عزيز عام 1973.
هذه هى نظرة تاريخية عابرة لمراحل تكوين الإكليريكيات القبطية الكاثوليكية.