stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(22) مهارة التشجيع‏

858views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة ‏
القمص / لويس نصرى
مراجعة ‏
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الثالث

‏(22) مهارة التشجيع‏

‏ كُن مشجّعاً للأطفال، وامنحهم الثقة، بشرط أن يُحسنوا استخدامها.‏
 عامل الأطفال على أساس الإيمان بحُسن نواياهم، وطيبة استعدادتهم. افترض الخير. أمّا ‏السوء فلا بدّ من وجود ما يُثبِته. ومتى كانت الاستعدادات الحَسنة موجودة عند الطفل، فغنها ‏تنمو وتزداد بما توليه له من ثقة. إنه يشعر نفسه ملتزماً أن يكون على مستوى هذه الثقة.‏
 تعمل الثقة بفعل الإيحاء. سيقول الطفل لنفسه: “يعتقدون أننى حَسن الصفات، فلا بدّ أنه ‏توجد فىَّ صفات حَسنة، ويمكننى إذاً أن أكون أحسن وأحسن”. وبالعكس، يسير الطفل فى ‏طريق الشرّ، إذا اعتقد أنه شرير، نظراً لما ينسبونه إليه من عيوبٍ وصفاتٍ سيئة.‏
 عليك أن تقبل الأطفال كما هم، بما فيهم من صفات ورذائل، ثُمَّ اعمل على تربيّتهم ‏وتكوينهم، بتنمية مواهبهم، وتنقيتهم من عيوبهم.‏
 عندما تحكُم سلبيّاً على الأطفال، ولو فى باطنك، وأنت تظنّ أن لا شئ يكشف مشاعرك، ‏فإنك تفقد السبيل إلى التأثير عليهم تأثيراً إيجابيّاً، وإلى حملهم إلى تنفيذ رغباتك، والوصول ‏بهم إلى الكمال. وفى أغلب الأحيان، يحسّ الطفل بما فى باطنك فيبتعد عنك.‏
 إذا قُلت للطفل إنه جبان، أو كسلان…. إلخ، فإنك تخلق فيه هذه الرذائل. إنما عليك أن ‏تشجّعه، وتضع أمامه الصفة العكسيّة، وتُبيّن له سعادتك لو أثبت بتصرّفه ما فى نفسه من ‏شجاعة، أو اجتهاد. عندئذ سيسعى إلى تحقيق ما تَنسبه إليه من صفاتٍ حَسنة.‏
 من المفيد جداً أن تُكلّم الطفل بأسلوب مشجّع، كأن تقول له مثلاً: “أنت طفل حَسن، ولكن ‏يُمكنك أن تكون أحسن. وإليك الطريقة….”، أو تقول له: “ما تعمله حَسن، ولكن يُمكنك أن ‏تعمل أحسن. وذلك بأن تعمل كذا وكذا…”.‏
 لا تترك الطفل أبداً تحت انطباع الفشل.‏
 عليك بإبراز كلّ حَسنة يقوم بها الطفل. إجعله يلمس بنفسه الصفة التى يلزمه اكتسابها، ‏والتقدُّم الذى حقّق، لتشجّعه بذلك على أن يبذل مجهوداً أكبر.‏
 إعطِ للطفل نموذجاً يقتدى به، وليكن هذا النموذج لا أنت، ولا أحد الأطفال من زملائه، بل ‏هو نفسه، فى الأوقات والأعمال التى كان فيها نموذجاً حَسناً. وهكذا تجعله دائماً متحمّساً ‏للحفاظ على ما فيه من حسنات، مستمرّاً فى اجتهاده، ليصل إلى أفضل صورة له.‏
 ولا تنسَ أن تجعل الطفل الذى بذل مجهوداً وحقّق تقدُّماً، يعرف أنك على دراية بذلك، وأنك ‏مسرورٌ منه.‏
 بقدر ما تنظر إلى الصفات الحَسنة فى الأشخاص، بقدر ما ينفتح لهم قلبك. إبحث، وستكشف ‏دائماً بعض الحسنات فى أكثر الناس سوءاً.‏
كَم من القوى والمَلَكات تحطّمت، لأنها لم تجد فى الوقت المناسب والحاسم، المكافأة العادلة، ‏والتشجيع الحكيم، والصداقة التى تسند وتنقذ فى ساعة يبوسة أو مَلل.‏