كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة ” اللقاء الرابع ”
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين
اللقاء الرابع
أشعيا النبى
- إلى خادم الكلمة:
أشعيا النبىّ هو واحد من الأنبياء الكبار الاربعة، ونقصد بالأنبياء الكبار أشعيا وأرميا وحزقيال ودانيال وهم الذين لهم أسفار طويلة، ولهذا ندعوهم “الأنبياء الكبار”.
وسفر أشعيا مكّون من 66 فصلاً، ويقول شُرّاح الكتاب المقدّس إن السفر اشترك فى كتابته تلاميذ لأشعيا عاشوا فى فترة مختلفة، لكن هذا لا يمسّ وحدة السفر حتّى لو كُتِبَ فى أكثر من فترة زمنيّة.
أمّا أشعيا نفسه فقد كان صغير السنّ حين دعاه الله الخدمة النبويّة، وكان هذا فى حوالى سنة 740 ق.م. ودام نشاطه النبوى 40 سنة. وقد كان أشعيا من الطبقة الارستقراطيّة، وكان يعمل فى البلاط الملكى لمملكة يهوذا وهى مملكة الجنوب، وعاصمتها أورشليم وكان لأشعيا مواقف قوّية تجاه سياسة المملكة فى عصره، لذلك لم يكن مقبولاً لذى الملوك وكبار رجال الدين.
ولرسالة أشعيا سماتً واضحة:
- قداسة الله المطلقة: الله قدّوس وهو سامٍ جدّاً، ورغم ذلك فهو يهتمّ بالبشر، ويدعوهم خاصّة عن طريق الأنبياء، وهو إلهٌ غيور لا يرضَى أبداً بالشِرك به (عبادة الأوثان)، وعلى الإنسان وكلّ إنسان أن ينبذ الكبرياء وعبادة الأوثان.
- هذا الغله المتسامى والقدّوس له خطّة لخلاص العالم، ليس من السهولة فهمها، وهو يُعطى اهتماماً كبيراً لشاط البشر ومبادراتهم، فالبشر لا يخلصُون على كرهٍ منهم، بل يجب “الإيمان القوى” حتّى وإن بدا معارضاً للموقف العامّ، كما جرى أثناء الحرب بين سوريا وافرائيم (مملكة الشمال).
- ومن الموضوعات الهامّة لدى أشعيا موضوع داود وأورشليم، ينظر أشعيا إلى المَلك المثالى على أنه من سلالة داود، وهو سيملك على أورشليم للأبد، وأورشليم هى مركز العالم الذى ستتّجه إليه كلّ الامم كعاصمة لمَلك السلام المُنتظر.
نجد فى سفر أشعيا أكبر عدد من الاقتباسات فى العهد الجديد منها: مولد عمانوئيل، والكرمة، وحجر الزاوية، والعبادة بالشفاه (= العبادة الشكليّة)، والعبادة بالقلب، وإظلام الكواكب فى الأزمنة الاخيرة، وفرع الشجرة وأصلها، عبد يهوه المتألّم….