stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة‏ ” اللقاء الحادى عشر “

750views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الحادى عشر

القديس بطرس

  • النص الكتابى:

“ولما وصل يسوع إلى نواحى قيصَرية فيلبس سأل تلاميذه: “من هو ابن الإنسان فى رأى الناس؟”. فأجابوا: “بعضهم يقول: يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول: إيليا، وغيرهم يقول: إرميا أو أحد الأنبياء”. فقال لهم: “ومن أنا فى رأيكم أنتم؟”. فأجاب سمعان بطرس: “أنت المسيح ابن الله الحى”. فقال له يسوع: “هنيئاً لك، يا سمعان بن يونا! ما كشف لك هذه الحقيقة أحد من البشر، بل أبى الذى فى السماوات. وأنا أقول لك: أنت صخر، وعلى هذا الصخر سأبنى كنيستى، وقوات الموت لن تقوى عليها. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فما تربطه فى الأرض يكون مربوطاً فى السماء، وما تحله فى الأرض يكون محلولاً فى السماء. وأوصى يسوع تلاميذه أن لا يخبروا أحاً بأنه المسيح” (مت 16: 13 – 20).

  • إلى خادم الكلمة:

بعد أن أنهى يسوع تعليمه، طرح سؤالاً على تلاميذه، فأخبروه بإجابات الناس، ثم خصهم بسؤاله، فكانت الإجابة على لسان بطرس “أنت المسيح ابن الله الحى”. هنا نرى كمال الإيمان المسيحى كما اكتشفه الرُسل بعد القيامة.

فى عماد يسوع أعلن الآب هوّية المسيح “هذا هو ابنى الحبيب الذى به رضيت” (مت 3: 17). وهنا يعلنها بفهم بطرس نائباً عن جماعة الرسل. وقد وجه السيّد المسيح تطوبية لبطرس، وقام بتغيير اسمه من سمعان إلى “كيفا” وهى كلمة آرميّة تعنى “صخر”، وفى الكتاب المقدّس يدّل تغيير الاسم على حياة جديدة ورسالةٍ جديدة، حيث يُصبح بطرس رئيس الجماعة، ويبنى المسيح كنيسته على هذه الصخرة، التى يدعوها ويقيمها بنفسه، حيث سلطان الموت والشر لن يقوى عليها.

سلّم السيّد المسيح بطرس مفاتيح ملكوت السموات، أى سلطان الحلّ والربط، بجملة أخرى سُلطان وضع القوانين، والفصل من الجماعة والعودة إليها، وإعلان غفران الخطايا، كما سلّم أيضاً جماعة الرسل مع بطرس هذه المفاتيح التى تتضمّن سُلطة تفسير كلمة الله.

إذا يبنى السيّد المسيح كنيسته، أى جماعته على صخرة الإيمان التى يمثلها بطرس وجماعة الرُسل، الإيمان بأنه ابن الله، وهذا الإيمان لن يقوى عليه الموت، فإذاً السُلطان الذى أُعطى لبطرس ولجماعة الرسل، يأتى من الإيمان والاعتراف بأن يسوع هو ابن الله.

ويشهد تاريخ الكنيسة الاولى، وخاصّة أعمال الرسل، لمكافحة بطرس وسط الجماعة (راجع أع 1: 13 – 15، 3: 1،يو 6: 67- 69، 21: 15- 23، غل 2:7).

  • الفكرة الأساسيّة:

“وأنا أقولُ لك: أنت صخر، وعلى هذا الصخر، وعلى هذا الصخر سأبنى كنيستى، وقوات الموت لن تقوى عليها. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات” (مت 16: 18- 19).

  • الهدف:
  • أن يدرك المخدومون أن السيد المسيح قد بنى كنيسته (شعب الله) على إيمان بطرس ولقّبه بالصخر، وقال له : “أنت صخر …..سأبنى كنيستى”.
  • إن حقيقة البنيان الذى تكلّم عنه وما قصده السيّد المسيح، ليس مجرّد حجارة، بل هى قلوب ممتلئة بمحبّة المسيح والإيمان به على مثال بطرس والجماعة الأولى.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى فهم كلمات السيّد المسيح لبطرس، وأنه لا يقصد مبانى حجرية ولا مناصب يتنازع عليها الناس.
  • دون الدخول فى جَدل عقيم، مثلما يحدث بين أعضاء الطوائف المختلفة، يحتاج المخدومون إلى توضيح مكانة بطرس فى الجماعة الأولى، وأن القدّيس مرقص ليس من الاثنى عشر، بل هو تلميذ لبطرس. وهذا ما أخبرنا عنه الإنجيل.
  • لا بدّ أن يترسّخ فى عقل المخدومين أن السُلطة فى الكنيسة تقوم على الخدمة وبذل الذات، وأن هذه السلطة ليست سبباً للكبرياء والتفاخر، بل هى مسؤوليّة يقوم بها الأشخاص بروح التواضع والمحبّة، لصالح الجماعة كلّها.
  • يحتاج المخدومون إلى الاقتناع بضرورة وجود سُلطة فى أى جماعة بشريّة لضمان حُسن السَير نحو الهدف، وهذه السُلطة تعمل على وحدة الجماعة وليس تفتيتها.
  • من الصعوبات المتوقّعة فى هذا اللّقاء هى العودة للتاريخ لإثبات حقائق معيّنة، وعلى الخادم أن يلفت نظر المخدومين أن هناك لقاءات عديدة لدراسة تاريخ الكنيسة، وأمّا هذا اللّقاء فهو لشرح ضرورة الإيمان الحىّ بالسيّد المسيح لإقامة البنيان. أى إننا لا ندرس تاريخ الانشقاق، بل ندرس أساس البنيان.

من الصعوبات فى هذا النصّ رفض بعض المخدومين أو الخدّام لتصرّفات بعض الرعاة، لذلك يحاولون الهجوم على هذا النصّ، ولكن علينا أن نميّز بين التصرّفات المختلفة، فهناك تصرّفات إداريّة وتنظيميّة وكذلك أخطاء مشتركة فى تنظيم الخدمة أو النشاط داخل الرعيّة. وفى هذا النصّ نفهم أن سُلطان الحلّ والربط يقوم فى إعلان غفران الله للتائبين، وتعليم عقائد الكنيسة الراسخة والواضحة، وهذا لا يتساوى مع تنظيم نادى صيفى، أو نشاط بخفّة وسطحيّة أو لتبرير تصرّفات غير مناسبة.