stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

كلمة البابا فرنسيس إلى كهنة أبرشية روما احتفالا برتبة التوبة

677views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

27 فبراير 2020

مع بداية زمن الصوم تم الاحتفال برتبة التوبة في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران بروما بحضور كهنة الأبرشية، وقد ترأس الاحتفال الديني نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس بعد أن تعذّر حضور البابا نظراً لإصابته بوعكة صحية طفيفة، حسبما أعلن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي السيد ماتيو بروني. وقد قرأ الكاردينال دوناتيس على كهنة أبرشية روما كلمة شاء فرنسيس أن يوجهها لهم.

توقف البابا فرنسيس في كلمته عند المرارة التي يمكن أن تصيب علاقة الكاهن مع الإيمان والأسقف والأخوة الكهنة وأكد أن مواجهة هذه المرارة تسمح للكاهن بالاتصال بطبيعته البشرية فيدرك أنه ليس مدعواً للتسلط على الآخرين بل إنه رجل خاطئ غُفر له وأُرسل إلى الآخرين. واعتبر البابا أن المرارة التي يشعر بها الكاهن يمكن أن تنبع من الآمال التي باءت بالخيبة، ومن هذا المنطلق لا بد أن نتساءل ما إذا كان الرب خيّب آمالنا أم أن ذلك جاء نتيجة لتطلعاتنا الشخصية؟ وأكد فرنسيس أن الرجاء المسيحي لا يخيّب ولا يفشل أبدا. والرجاء لا يعني أن نقنع ذواتنا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بل أن نعلم أن كل شيء يحصل لديه مغزى في ضوء الفصح. والرجاء يتطلب منا أن نعيش حياة مطبوعة بالصلاة، وهكذا نتمكن من التمييز بين التطلعات والرجاء.

كما أن العلاقة مع الله يمكن أن تشكل سبباً للمرارة، عندما يبدو لنا أنه لا يحترم تطلعات حياة مفعمة بالزخم اختبرناها يوم سيامتنا الكهنوتية. وهذا الأمر قد يولّد الاستياء والإحباط في حياة الكاهن. لكن لا بد أن ندرك أن ثمة فرقاً بين التطلعات والرجاء الذي ينبع من القلب عندما يقرر عدم الدفاع عن ذاته، عندما يعترف الإنسان بمحدوديته، ويدرك أنه ليس البداية والنهاية، فيعي أهمية الثقة بالآخر. ومن هذا المنطلق لا بد أن ننظر إلى قصتنا وحياتنا في ضوء كلمة الله على غرار تلميذي عماوس اللذين تخطيا الخيبة عندما فتح الرب القائم من الموت ذهنيهما على فهم الكتابات المقدسة. وأضاف البابا أن الأمور تتحسن بالنسبة للكهنة عندما تعزيهم كلمة الله، لا عندما يتغيّر الرئيس العام، أو تتغيّر رسالتهم أو استراتيجياتهم.

هذا ثم لفت البابا فرنسيس إلى أن الشعور بالمرارة ليس ذنباً بل على العكس يمكن أن يكون أمراً مفيداً لأنه يدق ناقوس الخطر داخل الإنسان ويحذره من مغبة التحوّل إلى شخص جاهل وقاسي القلب. وقد اختبر هذا الشعورَ أيضا القديس فرنسيس الأسيزي لكن سرعان ما تحولت المرارة إلى عذوبة رائعة، فيما تتحول العذوبة الدنيوية إلى مرارة في غالب الأحيان. وبعد أن توقف البابا عند مسببات أخرى للمرارة ومن بينها المشاكل التي يمكن أن تطرأ على علاقة الكاهن مع أسقفه والأخوة الكهنة، توقف البابا عند الاختلاف القائم بين الانعزال والوحدة. وحذّر من مغبة أن ينعزل الكاهن عن النعمة، فيشعر أن عالم النعمة بات غريبا عنه وأن القديسين ليسوا إلا “أصدقاء وهميين” وحسب.

تابع البابا فرنسيس يقول إن هذه العزلة تولّد عجزا عن إقامة علاقات ثقة ومقاسمة إنجيلية مع الآخرين، ولفت إلى أن إبليس لا يريد من الكاهن أن يتكلّم ويتقاسم ما لديه. هذا وذكّر فرنسيس ببني إسرائيل الذين ساروا في البرية مدة ثلاثة أيام قبل أن يصلوا إلى “مارة” ولم يستطيعوا أن يشربوا الماء لأنها كانت مرّة، فتضرع موسى إلى الرب فصارت المياه عذبة. وفي ختام كلمته إلى كهنة أبرشية روما احتفالا برتبة التوبة شجعهم البابا على الصلاة إلى الله، طالبين منه أن يحوّل مرارتهم إلى عذوبة.