stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالمالكنيسة الكاثوليكية بمصر

كلمة بطريرك الأقباط الأرثوذكس في المقابلة العامة

255views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

10 مايو 2023

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

“نحن نسير معًا في طريق الحياة وواضعين نصب أعيننا وعده الذي وعدنا هو ِبِه: الحياة الأبديّة”. ونتعايش فيها ونتكامل معا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما أختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الآباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدنا” هذا ما قاله بطريرك الإسكندرية تواضروس الثاني في تحيّته للأب الأقدس في مقابلة الأربعاء العامة

في إطار زيارته إلى روما من التاسع وحتى الرابع عشر من أيار مايو الجاري شارك بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضرس الثاني صباح اليوم الأربعاء في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين ووجّه تحيّة للأب الأقدس قال فيها أود أن أنقل لكم تهنئتي وكل أعضاء المجمع المقدس وكل هيئات الكنسية القبطية الارثوذكسية في مصر وفي الخارج وأُهنِّئكم بالعيد العاشر لاختياركم الإلهي كبابا وأسقف لروما، وأثمن كلما فعلتموه في هذه الفترة من خدمة لكل العالم في كل المجالات وأصلي أن يحفظكم المسيح في كامل الصحة ويمنحكم بركة العمر الطويل. المسيح قام بالحقيقة قام!

تابع بطريرك الإسكندرية تواضروس الثاني يقول أنظر الآن إلى هذا المكان وأعود بذاكرتي عشرة أعوام في نفس التاريخ متذكرا محبتكم الغالية في استقبالي ووفد الكنيسة القبطية في زيارتي الأولى لكم، وكيف قضينا بصحبتكم وقتا مقدسا مملوء بالمحبة الاخوية التي غمرتمونا بها. هذه المحبة التي صارت عنوانًا وشعارًا نحتفل به سنويًّا في “يوم المحبة الأخوية” ونتحدث ونتراسل لنجددها كل عام، وهو يوم يجسد الروح المسيحية والمحبة التي تجمعنا في خدمة الله وخدمة إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية ليتم فينا قول يوحنا الحبيب: “أيها الأحباء، لنُحبَّ بعضنا بعضا لأن المحبة من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله”. لقد اخترنا المحبّة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامح والذاتي، لقد قبلنا تحدّي المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيين حقيقيين وسيصبح العالم أكثر إنسانيّة، ليعرف العالم كلّه أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته.

أضاف بطريرك الأقباط الأرثوذكس يقول قداسة البابا، يتزامن هذا الموعد أيضا مع الذكرى الخمسين لزيارة البابا شنوده الثالث للبابا بولس السادس وهذا يجعله أكثر أهمية وتأثيرًا على العلاقات بين كنائسنا، ولا أنسى أن أشكركم بكل فرح على زيارتكم الغالية لنا في مصر عام ٢٠١٧ وكيف كانت بركة لكل مصر وحين قلتم “نحن لسنا وحدنا، في هذه المسيرة المشوقة والتي – على مثال الحياة – ليست دائمًا سهلة وواضحة، والتي من خلالها يحثنا الله للمُضيِّ قدما. وتدفعنا المحبّة لْأن نكون منذ الآن صورة حية “لْأورشليم السماوية”. ونحن نسير معًا في طريق الحياة وواضعين نصب أعيننا وعده الذي وعدنا هو ِبِه: الحياة الأبديّة”. ونتعايش فيها ونتكامل معا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما أختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الآباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدنا.

تابع بطريرك الإسكندرية تواضروس الثاني يقول لقد جئنا إليكم في هذا الصباح المبارك من الأرض التي كرز فيها مار مرقس الرسول وتأسس فيها كرسيه في الإسكندرية ليكون واحدا من أقدم الكراسي الرسوليّة في العالم. أرض مصر، التاريخ والحضارة، يقولون عنها إنها فلته الطبيعة أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا. جئت إليكم من الكنيسة القبطية التي تأسست في القديم بنبوءة في سفر اشعياء النبي: “في ذلك اليوم يكون مذبح في أرض مصر وعمود عند تخومها”. لقد تقدّست مصر بزيارة العائلة المقدسة وباركت أرضها شرقا وغربا، شمالا وجنوبًا. مصر التي انتشرت منها الرهبنة المسيحية وتأسست بقديسيها انطونيوس ومكاريوس وباخوميو، ملهمة مدرسة الإسكندرية منارة اللاهوت في التاريخ! وكانت ولازالت مواضع مقدسة للصلاة أمام الله. ونؤمن أنها محفوظة ليس فقط في يد الله بل وفي قلبه أيضا.

أضاف بطريرك الأقباط الأرثوذكس يقول إنني أقف هنا حيث كرز بولس وبطرس الرسولين، وأفرح أن نلتقي في هذا الصرح العظيم، وأتأمل هذه الأعمدة التي تحمل هذا المكان وأتذكر وعد الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: “من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى الخارج”. وأطلب منكم جميعًا أن نتمسّك بهذا الوعد، أن نغلب شر العالم بكل ضعفاته كما علمنا الأباء وأن نكون على قدر المسؤولية التي نحملها…ونعيش كرائحة المسيح الذكية لهذا العالم وأن نجتمع لأجل سلامه.

وختم بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضرس الثاني كلمته بالقول إننا في هذا العالم نسير كما سار هو، نهتف مع داود المرنم في مزموره: “تمسَّكت خطواتي بآثارك فما زلَّت قدماي”. وننادي في كل العالم بالسلام الذي يفوق كل عقلٍ، مُصلِّينَ أن يحلَّ في كل الربوع وأن يكون هو أولوية القادة والشعوب. أصلي معكم اليوم ولي كل الرجاء أن يستمع الله الى صلواتنا. أشكركم جميعًا