stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

كل مرة تأكلون من هذا الخبز – الأب وليم سيدهم

427views

في خميس العهد، أسس يسوع سر الافخارستيا، سر الكهنوت، سر عطائه لجسده ولدمه للبشرية كلها، ما الذي حدث؟ احتفل يسوع بصفته يهودي بعيد الفصح كما جاء في الاناجيل الاربعة، ولكن اضاف يسوع طقسًا جديدًا أسس عليه ما سيكون الفصح الجديد، ففي خميس العهد الذي احتفل به مع تلاميذه بالفصح وكان معهم يهوذا الخائن على الطريقة والطقس اليهودي، بعدها أخذ الخبز وقال لهم: قبل أن يساق كالحمل إلى خشبة الصليب، ليحل محل الحمل الفصحي اليهودي، «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». (لو 22: 19).

لقد احتفل يسوع بالفصح الاخير في حياته الأرضية على الطريقة اليهودية، إلا أنه أضاف إضافة جوهرية، وهي أن جعل من نفسه الحمل الفصحي الجديد، الذي سيصلب على الصليب ويُبصق في وجهه، ويتحمل السياط على ظهره وتدق المسامير في يديه ورجليه.

هذا هو حمل العهد الجديد، يسوع نفسه. ولكن علامة على هذا الفصح الجديد للعهد الجديد الذي يضاف إليه حدث القيامة المجيدة والانتصار عل الموت والخطية، اخذ الخبز وأخذ الخمر وجعل لكل من يتناول منهما وهو مؤمن بحمل العهد الجديد، يسوع الذي مات وقام ينعم بغفران خطاياه، وينعم بنعم القيامة التي جبلها لنا المسيح.

إن المسيح ليس ساحرًا، إنما المسيح هو إنسان كامل وإله كامل ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين، وبالتالي مايحدث في سر الافخارستيا، إن الخبز يتحول لكل من يؤمن بالمسيح إلى خبز الحياة والقيامة، والخمر يتحول إلى دم المسيح الذي يُغذي من يشرب منه وهو مؤمن بيسوع الحمل الجديد للعهد الجديد إلى خمرة تشبه خمر قانا الجليل.

لذلك بعد كلام التقديس في القداس القبطي يقول الكاهن كلام المسيح: “لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني حتى مجيئي” (1كو26:11) ونتذكر قول المسيح في العشاء السري لتلاميذه بهذه المناسبة، أني لا أذوق هذه الخمرة مرة أخرى، إلا بعد مجيئي مما يعني أننا نمارس سر الافخارستيا في حياتنا كلها إلى أن يجيء المسيح في مجده ليجمع كل الخليقة في حضرته.

إننا على مثال المسيح، كهنة وعلمانيين، مطالبين أن نعطي أنفسنا وحياتنا وكل أفعالنا للآخرين مثل الخبز والخمر الذي يملأ جسد المسيح ودمه المُعطى طوال الأيام لكل البشر ليتجدد به ويولد ومن جديد للعهد الجديد.