stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة – الأب وليم سيدهم

1.4kviews

لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة

نعم نحن أفضل من عصافير كثيرة، منذ خلق الله العالم جاء ترتيب الانسان في ‏اليوم السادس بعد أن خلق الشمس والقمر والطيور والزحافات وخلقهم على ‏صورته ومثاله . فمنذ خلق الله الإنسان يحبه ويفضله على كل المخلوقات .‏
ولكن مع التطورات التى حدثت فى مسيرة الإنسان على الأرض وسيطرة الشر ‏على بني آدم بدا لله أن هناك فريق من الناس يتصرفو ن بطريقة شريرة لا تليق ‏ببنوتهم الى الله , والمسيح جاء لكي ييعيد الثقة للإنسان فى نفسه ويطمئنه ‏على مصيره وحياته شريطة أن تكون عينيه مسلطة على المسيح نفسه.‏
وأثناء وجوده البشري رأي يسوع بعينيه كيف أن رجال الدين أنفسهم فسدوا ‏وأفسدوا الدين والمؤمنين, وكان أختياره لتلاميذه خطوة هامة لتبصيرهم ‏بالطرق والوسائل الضرورية لعمل مشيئة الله على الأرض, حذر يسوع التلاميذ ‏من خمير الفريسيين ومن مؤامراتهم ضد بناء الملكوت التي جاء يبشر بها وبين ‏لهم أن الآب يحبهم وأن الله قريب بشكل يجعلهم مطمئنين لرعايته طالما أتبعوا ‏خطوات المسيح فى تنوير الناس وشفائهم وخدمتهم. وضرب الأنجيل أمثالًا ‏كتيرة تبين هذه العناية الالهية التى لا تترك شيئًا خارج محبتها وحنانها.‏
أن الخوف يؤدى الى الإنغلاق على الذات والأبتعاد عن الحياة والقلق المستمر ‏على حياتنا ولم يخلقنا الله لنظل مكتوفي الأيدي خوفًا من الضيقة او من ‏الأعداء بل لكي نبني ونعمر ونبدع ونصنع أشياء بها يكتمل جمال الكون وكمال ‏الإنسان.‏
لذا يذكر المسيح تلاميذه بما جاء فى مزمور(139 : 2-4) ” أَنْتَ عَرَفْتَ ‏جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، ‏وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ ‏عَرَفْتَهَا كُلَّهَا.” ويقول أشعياء النبي «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ ‏بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي.” (إش 43: 1).‏
فى خضم هذه الحروب والمضايقات والإضطهاد يظل الله ساهرًا على أحبائه, ‏ويبعث الطمأنينة فيهم. إن الحروب والمنازعات كانت دائما موجودة ولكن الله ‏كان أيضا موجود الى جانب من يتقونه, إن المؤمن لا يرهب الموت لأنه يعلم أن ‏رب الحياة سيستقبله فى أي وقت, ولكن المرنم ينشد قائلًا: ” إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ ‏جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ.” ‏‏(مزمور 27 : 3).‏
لقد وقف الرب الى جانب الشعب اليهودي ضد فرعون مصر وأخرجهم بذراع قوية ‏من دار العبودية, ومازال الرب من جيل الى جيل ينصر خائفيه ويعضدهم ‏ويستقبلهم إذا استشهدوا هؤلاء الذين صبغوا بلون الحمل المذبوح.‏
يقول القديس بولس متحديًا الموت والصعاب: “لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، ‏وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.” (رو 14: 8)”, ‏نعم، إن جميع تفاصيل حياتنا تحت نظر الرب ورعايته لخليقته لا حد لها ورغبته ‏هى أن ننطلق ونعيش كما تطير العصافير ولا تخاف شيئًا لأن رعاية الرب لها ‏شيء أكيد.‏
نعم يا رب, انت حررتنا من الخوف الى الأبد أعطنا أن نضع أيدينا فى أيدك حتى لا ‏نضل الطريق