stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لا تخافوا فشعور رؤوسكم كلها معدودة – الأب وليم سيدهم

1.3kviews

لا تخافوا فشعور رؤوسكم كلها معدودة

 

من يستطيع أن يُخصي شعر رأسه رجل كان أم إمرأة؟! كانت الثقافة السائدة في عصر المسيح ترى في عدَّ ‏شعر رأس الإنسان عملية معجزية لا يستطيع أن يصل إليها إلّا الذي خلقها وهو الله وحده. ولكن أطباء ‏التجميل اليوم خاصة المهتمين بزرع الشعر في الرؤوس الصلعاء يقولون غير ذلك. لقد توصلوا إلى عدّ شعر ‏الرأس فهم يستخدمون أدوات حديثة لعمل زرع شعر الرأس الصلعاء.‏

وحينما نقرأ هذا النص في الكتاب المقدس نضحك على مثل هذه الحجة، لقد وصل الإنسان إلى ما يفترض ‏أنه شأن إلهي وهكذا تتوارى قدرة الله ليصبح جزء من قدرة الإنسان الحديث “بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا ‏جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!” (لو 12: 7) ‏

في العديد من النصوص في الكتاب المقدس تتناول قدرة الله ورعايته للمؤمن، فيقول المزمور(121) ‏‏”أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي!”، “وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ ‏تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.” (مت 6: 28) ، “اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ ‏تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟” (مت 6: 26)، كل هذه ‏النصوص تركز على خبرتنا في الحياة اليومية وعلى ملاحظتنا لحركة الطبيعة.‏

إن الله يطمئن الإنسان على حياته ومستقبله ويتعهد أن لا يتركه فريسة للظروف ولمصائب الطبيعة “لاَ ‏تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ.” (مز 121: 6) ويترنم كاتب المزمور بعناية الله.‏

إن إيماننا بمحبة الله ورعايته تغمرنا بالإطمئنان وتملأنا بالسلام “سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ ‏كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” (يو 14: 27)، هكذا يستطيع الإنسان حينما ‏يقبل ضعفه ومحدوديته أن يتكل على الله الذي يعوضه عن القلق الوجودي الذي يشعر به في أوقات الشدّة، ‏حينما يشعر أن لا حول ولا قوة له في هذا الكون.‏

يقول إرميا النبي “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ ‏الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.” (إر 17: 5) نعم، لأن البشر ضعفاء مثلنا ولا يحصلوا على القوة إلا من الله ومن يختاره ‏الله ليكون شريكًا له في الخلاص ‏

إن رجال الله هم شركاؤه واتقياؤه الذين إرتبط مصيرهم بمصير الله كلي القدرة وراعي الجميع الذي يشرق ‏شمسه على الأبرار والأشرار وليس أحد خارج معطف محبته وحنانه.‏