stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لما لا تحكمون بالعدل؟ الأب وليم سيدهم

477views

فوق كل المحاكم توجد يافطة كُتب عليها “العدل أساس المُلك” مشفوعة بصورة لميزان تساوت كفتاه. وهذا يعني أن المظلوم يمكن أن يتوجه إلى هذه المحاكم لكي يطالب بحقه إن شعر بالظلم. إلا أن السؤال الهام يدور حول قدرة الإنسان أن يميز بين الحق وبين الظلم. ولما كان إنتزاع الحقوق أصبح معقدًا في المجتمعات الحديثة فإن الطالب بحقوقه يلجأ إلى عدة إجراءات للمطالبة بحقه، فيكتب الشكوى ويطلب محامي ليدافع نيابة عن صاحب الدعوة. وتدرس القوانين الخاصة بهذه الدعوة، والبحث عن أطراف القضية وتدرج القضية في جدول وما إلى غير ذلك من التعقيدات التي تأخذ وقتًا طويلًا يصل إلى شهور وسنوات حتى تفصل المحكمة للمظلوم.

ويتسائل الانجيل، لماذا لا يسلك الإنسان بمقتضى إيمانه وحرصه على ممارسة العدالة، يقول يسوع المسيح في انجيل لوقا” حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى الْحَاكِمِ، ابْذُلِ الْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي الطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ مِنْهُ” (لوقا 12: 58) أن يجتهد المرأ في أن ينهي الخصومة التي بينه وبين من يريد أن يحاكمه، يعني أن يصغي إلى روح الله الذي في باطنه ويرى إن كان هو الظالم فليرجع عن ظلمه ويرد إلى من يقاضيه حقه وبذلك تنتهي المشكلة. أما إذا كان مظلومًا فعليه أن يجتهد أيضًا في إقناع خصمه بالخطأ الذي إرتكبه في حقه وأن يتسع قلبه للبلوغ إلى حل يرضيه ويرضي خصمه، لا بل يقنع خصمه بأنه سيدفع ثمن إصراره على الظالم أضعافًا، وتصل دعوة يسوع إلى فض هذه المظلمة بعيدًا عن القاضي.

إن يسوع يحثنا على السلام، ويطلب منا أن نكون عادلين في علاقاتنا اليومية مع الآخرين فهذه أفضل وسيلة للمؤمن بالمسيح أن يعطي لكل ذي حق حقه وأن يبتعد عن إرتكاب المظالم، فنحن أنفسنا نقوم بمحاكمة أنفسنا، وكما نميز ما يحدث في تقلبات الجو ونرصد تغيرات الطبيعة، هكذا يدعونا يسوع إلى أن نميز في أفعالنا، الصالح فيها والطالح، ونتخذ التدابير لنتجنب أفعال الظلم.

يارب، ندعوك أن تقوي إرادتنا وتشدد عزيمتنا حتى نعيش بمقتضى تعاليمك.