stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ليس تلميذ أفضل من معلمه – الأب وليم سيدهم

859views

ليس تلميذ أفضل من معلمه

إن كانوا إضطهدوني فسيضطهدونكم لماذا الإضطهاد للمعلم وللتلميذ؟ في مُجتمع سدّت فيه أفق التعبير ‏بالكلمة أو بالإشارة وفُرضت سطوة الخطاب الأحادي لم يبق إلا الإضطهاد والتعذيب والنفي والتشريد ‏والتنكيل والتجريح والقتل … إلخ، لكل من يُعارض السلطة السياسية أو الدينية التي تشرف على سيادة ‏هذا الخطاب وليس غيره.‏

إصطبغت كلمة “إضطهاد” بالطابع الدينى فقط، وهذا صواب. ولكن الأصوب أن المجتمع الذي ‏يضطهد انسان من أجل معتقده مسيحيًا كان أو يهوديًا أو شيعيًافإنه مجتمع يضطهد كل من يخالف ‏سياسته وأيدلوجيته المعلنة، وبالتالي فإن جميع المواطنين ممهما كانت ديانتهم مضطهدون لسبب أو ‏لآخر.‏

قد يكون السبب هو الخلاف السياسي مع الحاكم أو الثقافي أو الإجتماعي وعليه فإن وقع الإضطهاد ‏يكون أكبر على الجماعة أو الفئة التي تؤمن بما لا يؤمن به الحاكم أو السلطة السياسية أو الدينية فهر ‏ترى في نقد الظلم وإستغلال الفقراء وإضطهاد المرأة وتجاهل الأطفال وقهر الفقراء وتفشي الأمية ‏كلها أسباب حقيقية لتوجيه النقد للسلطة الحاكمة.‏
إلا أن الحكومات الشمولية تدعي أن لديها أجندة لحل جميع المشاكل، وليس بالضرورة في الوقت ‏الراهن ولكن بعد تنفيذ الأولويات الأمنية والعسكرية التي لا ولن تنتهي في وقت منظور.‏

إن التلميذ الذي تربى على قيم الحب والحق والتواضع والحرية وإحترام حقوق الإنسان من معلمه، ‏عليه أن يتلقى الإضطهادات ممن لا يؤمنون إلا بقوة البلطجة وقوة السلاح وقوة الكذب.‏

ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فإن قيم الحق والحياة وإن تأخر تطبيقها فإن التاريخ يعلمنا أنها هي الباقية ‏وكل الدكتاتورين غلى زوال.‏
فلما أرادت السلطة الكهنوتية اليهودية أن تخرس صوت يسوع وحكمت عليه بالموت، جاءت قيامته ‏تكذيبًا صريحًا لأي سلطة مهما تجبرت أن تخرس صوت الحق.‏