ليس تلميذ أفضل من معلمه – الأب وليم سيدهم
ليس تلميذ أفضل من معلمه
إن كانوا إضطهدوني فسيضطهدونكم لماذا الإضطهاد للمعلم وللتلميذ؟ في مُجتمع سدّت فيه أفق التعبير بالكلمة أو بالإشارة وفُرضت سطوة الخطاب الأحادي لم يبق إلا الإضطهاد والتعذيب والنفي والتشريد والتنكيل والتجريح والقتل … إلخ، لكل من يُعارض السلطة السياسية أو الدينية التي تشرف على سيادة هذا الخطاب وليس غيره.
إصطبغت كلمة “إضطهاد” بالطابع الدينى فقط، وهذا صواب. ولكن الأصوب أن المجتمع الذي يضطهد انسان من أجل معتقده مسيحيًا كان أو يهوديًا أو شيعيًافإنه مجتمع يضطهد كل من يخالف سياسته وأيدلوجيته المعلنة، وبالتالي فإن جميع المواطنين ممهما كانت ديانتهم مضطهدون لسبب أو لآخر.
قد يكون السبب هو الخلاف السياسي مع الحاكم أو الثقافي أو الإجتماعي وعليه فإن وقع الإضطهاد يكون أكبر على الجماعة أو الفئة التي تؤمن بما لا يؤمن به الحاكم أو السلطة السياسية أو الدينية فهر ترى في نقد الظلم وإستغلال الفقراء وإضطهاد المرأة وتجاهل الأطفال وقهر الفقراء وتفشي الأمية كلها أسباب حقيقية لتوجيه النقد للسلطة الحاكمة.
إلا أن الحكومات الشمولية تدعي أن لديها أجندة لحل جميع المشاكل، وليس بالضرورة في الوقت الراهن ولكن بعد تنفيذ الأولويات الأمنية والعسكرية التي لا ولن تنتهي في وقت منظور.
إن التلميذ الذي تربى على قيم الحب والحق والتواضع والحرية وإحترام حقوق الإنسان من معلمه، عليه أن يتلقى الإضطهادات ممن لا يؤمنون إلا بقوة البلطجة وقوة السلاح وقوة الكذب.
ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فإن قيم الحق والحياة وإن تأخر تطبيقها فإن التاريخ يعلمنا أنها هي الباقية وكل الدكتاتورين غلى زوال.
فلما أرادت السلطة الكهنوتية اليهودية أن تخرس صوت يسوع وحكمت عليه بالموت، جاءت قيامته تكذيبًا صريحًا لأي سلطة مهما تجبرت أن تخرس صوت الحق.