مؤتمر صحفي في الفاتيكان لتقديم الاستعدادات لاحتفال تقديس البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني
عُقد مؤتمر صحفي عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني بدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي لتقديم الاستعدادات الجارية لاحتفال تقديس البابوين الطوباويين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني والذي سيجري يوم الأحد التالي لعيد الفصح، أي في السابع والعشرين من أبريل نيسان الجاري. شارك في المؤتمر الصحفي الكاردينال أغوسطينو فاليني، نائب البابا العام على أبرشية روما والمونسينيور جوليو ديلافيتي، أمين عام الكوريا الأبرشية في برغامو، ومدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فدريكو لومباردي.
وألقى المونسينيور ديلافيتي مداخلة أشار فيها إلى أن الاستعدادات لهذا الحدث المميّز بدأت انطلاقا من رسالة البابا فرنسيس لمناسبة زمن الصوم الأربيعي 2014، والتي سلطت الضوء على أوجه الفقر الثلاثة: المادي، الروحي والثقافي. وقد شدد أسقف برغامو المطران فرنشيسكو بيسكي على ضرورة عيش المحبة وتعزيز الكرامة البشرية والتربية كمسيرة من التضامن، مشيرا إلى أن التزام الأبرشية الإيطالية في الاستجابة لأبعاد الفقر الثلاثة هذه تنبع من الرغبة المشتركة للإعراب عن قرب الكنيسة من الأشخاص، لاسيما من يواجهون الصعوبات والمشاكل بدءا من تلك المتعلقة بالعمل والإسكان.
وعبّر المونسينيور ديلافيتي عن أمله بأن يشكل احتفال تقديس البابوين رونكالي وفويتيوا مناسبة لتعزيز الرجاء في قلوب المؤمنين ودفع الأشخاص على عيش التضامن بغية الخروج من الأزمات التي يتخبط فيها مجتمعنا. هذا ولفت إلى أن أبرشية برغامو أطلقت سلسلة من المبادرات الكنسية والمدنية والرعوية والثقافية لهذه المناسبة ومن بينها تكريس كنيسة مستشفى برغامو للقديس الجديد يوحنا الثالث والعشرين كما ستُحيي الأبرشية الذكرى السنوية لصدور الرسالة العامة الشهيرة للبابا أنجيلو رونكالي “السلام في الأرض”، وسيُدعى للمشاركة في هذه الاحتفالات سفراء الدول حيث خدم هذا الطوباوي في البعثات الدبلوماسية الفاتيكانية، وهي بلغاريا، تركيا، اليونان وفرنسا.
هذا ثم أوضح المونسينيور ديلافيتي أن مؤمني أبرشية برغامو، سيشاركون عشية احتفال التقديس ـ أي يوم السبت الموافق السادس والعشرين من أبريل نيسان ـ في أمسية صلاة تُقام في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران في روما. وفي إطار الاستعدادات لهذا الحدث الهام سيرأس نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال فاليني القداس الإلهي في الكاتدرائية المذكورة حيث سيلتقي الحجاج الذين سيؤمون المدينة الخالدة للمشاركة في احتفال تقديس هذين البابوين.
هذا ومن المرتقب أن تُبقي جميع الكنائس في وسط روما التاريخي أبوابها مفتوحة للمؤمنين طوال ليل السبت حيث ستتثنى لمن يريد إمكانية الصلاة والاعتراف. كما ستقرأ في هذه الكنائس مقاطع من مؤلفات للحبرين الأعظمين تتمحور حول التأمل والصلاة، وسيتم الاحتفال بالقداديس الإلهية بعدة لغات في إحدى عشرة كنيسة في وسط روما.
من جهته شاء نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أغوستينو فاليني أن يسلط الأضواء في مداخلته على البعد الأصيل لهذا الحدث البالغ الأهمية. قال نيافته إن الحدث يشكل “رسالة روحية لأنه عيد القداسة” لافتا إلى العلاقة الوطيدة التي جمعت هذين الحبرين الأعظمين مع أبرشيتهما روما، بدءا من طريقة ممارستهما لخدمتهما البطرسية، التي تميّزت بالقرب من الأشخاص والانفتاح عليهم. كما حث نيافته المؤمنين على عيش الزمن السابق لاحتفال التقديس بزخم وقال: إن هذا الاحتفال هو نعمة من عند الله، لأن الرب يقترح علينا هذين الرجلين كمثال للحياة المسيحية ومن هذا المنطلق طلب الكاردينال فاليني إلى المؤمنين أن يقوموا بهذه المسيرة الروحية بغية الاستعداد لهذا الحدث الكنسي الهام.
أما مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فدريكو لومباردي فرد على أسئلة الصحفيين لافتا إلى أن الفاتيكان ليست لديه توقعات بشأن عدد المؤمنين والحجاج الذين سيشاركون في احتفال التقديس مذكرا بأن الجميع مدعوون للمشاركة في هذا الحدث. وذكّر الكاهن اليسوعي بأنه ستتخلل الاحتفال قراءات من كتابات للحبرين الأعظمين وسيتم بحضور قرابة الألف كاردينال وأسقف وسبعمائة كاهن سيمنحون المناولة للمؤمنين في الساحة الفاتيكانية. وفي رد على سؤال بشأن احتمال مشاركة البابا الفخري بندكتس السادس عشر في هذا الاحتفال الديني قال الأب لومباردي: من الطبيعي أنه ستوجه له الدعوة للمشاركة لكن مسألة حضوره ليست مؤكدة بعد.
على صعيد آخر ولمناسبة احتفال تقديس البابوين رونكالي وفويتيوا، أطلق مركز التلفزة الفاتيكاني مشروعا بالتعاون مع شركتي “سكاي” و”سوني” يقضي بنقل وقائع الاحتفال بصورة عالية الوضوح HD وثلاثية الأبعاد 3D في عشرين بلدا حول العالم. كما سيُنقل هذا الحدث في خمسمائة صالة سينمائية حول العالم، بينها مائة وعشرون في إيطاليا. وقال بهذا الصدد رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية المطران كلاوديو ماريا تشيلي إن المشروع يرمي إلى مساعدة ملايين الرجال والنساء حول العالم على المشاركة في احتفال التقديس، لافتا إلى أن التكنولوجيات الحديثة تشكل تحديا وفرصة كبيرة في مجال إقامة العلاقات والمعرفة والمشاركة وعيش التاريخ. أما المطران داريو فيغانو، رئيس مركز التلفزة الفاتيكاني فأكد من جهته أن المشروع سيؤمّن مشاركة العالم كله في هذا الحدث من جهة كما أنه سيؤدي من جهة ثانية إلى حفظ هذه المشاهد بصورة عالية الدقة والوضوح لتبقى على مر التاريخ.
إذاعة الفاتيكان