stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

ما قبل العنصرة

173views

تحتفل كنيستنا القبطية اليوم بعيد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار، والمعروف بعيد العنصرة . وكلمة ” عنصرة ” هي كلمة عبرية معناها ” محفل ” أو ” اجتماع ” . ويذكر معجم اللاهوت الكتابي أن لفظ ” عنصرة ” يدل على العيد الذي يُحتفل به بعد الفصح بخمسين يوماً . وقد تطور موضوع هذا العيد إذ كان اولاً عيداً زراعياً ، ثم أخذ يعنى، فيما بعد ذكر حادث العهد التاريخي . واخيراً أصبح عيد هبة الروح ، معلناً إنشاء العهد الجديد على الأرض . وفي محاولة للقراءة الروحية للعيد المبارك، لا سيما في شأن استعداد التلاميذ لهذه الساعة التاريخية من حياتهم، نتأمل بعض المقاطع الإنجيلية التي تقود إلى معايشة الحدث ومن ثم الاهتداء بخبرة اصحابه .

اوصى الرب يسوع تلاميذه عند صعوده إلى السماء قائلاً : ” وسأرسل إليكم ما وعد به ابي ، فأقيموا في مدينة اورشليم إلى ان تحل عليكم القوة من العُلى ” ( لو 24 / 49 ) . ولقد فعل التلاميذ ما أمرهم به الرب حيث نقرأ ” فرجع الرسل إلى أورشليم من الجبل الذي يُقال له جبل الزيتون، وهو قريب من أورشليم على مسيرة سبت منها. ولما دخلوا المدينة صعدوا إلى غرفة في أعلى البيت كانوا يقيمون فيها ” ، ” وكانوا يواظبون كلهم على الصلاة بقلب واحد ، مع بعض النساء ومريم أم يسوع واخوته ” ( اع 1 / 12- 14 ) .

لقد عاش التلاميذ الاثني عشر ما بين الصعود والعنصرة، خبرة روحية عميقة ، هي خبرة الانتظار لتحقيق وعد الرب بحلول الروح القدس عليهم . قوة العُلى التي بها يتعمّدون فيصيروا شهوداً للقائم من بين الأموات ، من أورشليم إلى المسكونة كلها . ويكشف لنا الوحي الإلهي في الانجيل المقدس، كيف كانت حياة التلاميذ إبان خبرة الانتظار هذه، ماذا كانوا يفعلون في العلية، وفيما كانوا يفكرون، وبما كانوا يتحدثون، وإلى ما كانوا يترجون ؟ .

لقد كانت كلمات الرب يسوع الأخيرة وتعاليمه تشعل قلوبهم، حيث فتح الرب اذهانهم ليعرفوا الكتب المقدسة وما جاء عنه في شريعة موسى وكتب الانبياء والمزامير ( لو 14 / 45 ) . وبالتوازي مع قراءة التلاميذ لحياة يسوع وتعاليمه في ضوء خبرة القيامة ، كانت مواظبتهم على الصلاة بقلب واحد مع مريم أم يسوع وبعض النسوة واخوة الرب . هكذا عاش التلاميذ حالة الانتظار الروحي لوعد الرب الذى تحقق في موعده ” يوم الخمسين ” .

لم يكن يعلم التلاميذ متى يكون هذا ؟ ، لأن الرب يسوع قال لهم أيضاً عند صعوده إلى السماء ، ” ما لكم أن تعرفوا الأوقات والأزمنة التي حددها الآب بسلطانه . لكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم القوة وتكونون لي شهوداُ في أورشليم واليهودية كلها والسامرة، حتى أقاصي الأرض ” ( اع 1 / 7 ، 8 ) .

لقد حل روح الرب على التلاميذ في علية صهيون يوم الخمسين ، ومعه ولدت الجماعة المسيحية وبدأ تاريخ البشارة بالإنجيل إلى العالم اجمع، وإلى انقضاء الدهر .

أحبائي .. في يوم عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار . دعونا نتأمل خبرة الانتظار في تحقيق وعد الرب التي عاشها الرسل الاثني عشر ومعهم جماعة المؤمنين ، بالمواظبة على الصلاة والتأمل في كلمة الرب يسوع وأعماله ، لاكتشاف إرادة الله المقدسة ومواعيده الصادقة في التدبير الخلاصي للإنسان .

لكل منا اخوتي الاحباء .. أحلامه، تطلعاته، أمنياته – الروحية والزمنية – فهل لنا أن نسعى في تحقيق هذه الآمال مستندين إلى وعد الرب وتدبيره لخيرنا الروحي ، هل لنا أن نضع سؤلات قلوبنا داخل المشروع الإلهي في خلاص العالم . مستلهمين اليوم في ضوء العيد العظيم خبرة الانتظار الروحي التي عاشها التلاميذ في العلية حتى تحقق لهم وعد الرب بالقوة والرسالة .

وكل عام وانتم بخير
ناجح سمعــان