مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا يصدر بيانًا، ماذا في مضمونه؟
الخميس 07 مارس – أذار 2019
أصدر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا بيانًا في ختام الدّورة السّنويّة العاديّة الّتي عقدوها في دير مقام اهتداء القدّيس بولس للآباء الفرنسيسكان- الطّبّالة في دمشق، من 4 حتّى 6 مارس/أذار 2019، جاء فيه:
“عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا دورته السّنويّة العاديّة من الرّابع إلى السّادس، من شهر مارس/أذار 2019 في دير القدّيس بولس بالطبّالة- دمشق، بمشاركة السّفير البابويّ في سوريا الكاردينال ماريو زيناري والكاردينال تاغلِه رئيس منظّمة كاريتاس العالميّة.
تناول المجتمعون، في ما تناولوا من مواضيع تهمّ كنائسهم وبلدهم سوريا، الحالةَ الإنسانيّة والاجتماعيّة الصّعبة والقاسية الّتي يمرّ بها الشّعب السّوريّ من جرّاء الصّراع الحاصل في وطنهم والعقوبات المفروضة عليه من الخارج، باحثين عن السّبل النّاجعة للتّخفيف من هذه المأساة ومساعدة النّاس الأشدّ حاجةً عن طريق المؤسّسات والجمعيّات الكنسيّة الخيريّة والإنسانيّة والاجتماعيّة ولاسيّما “اللّجنة الخيريّة المشتركة” التّابعة لمجلسهم والّتي يعملون باطّراد على تقوية عملها، وقد حضر لذلك السّيّد رياض صارجي المدير التّنفيذيّ فيها والسّيّد ميشيل روا أمين عامّ كاريتاس العالميّة والسّيّد كرم يزبك أمين عامّ كاريتاس الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. وللتّعبير عن عنايتهم وقربهم من إخوتهم السّوريّين المتألّمين والمعوزين، قاموا في ختام دورتهم بزيارة ميدانيّة إلى الغوطة حيث التقوا النّاس وتحدّثوا واستمعوا إليهم وقدّموا لهم ما تيسّر من المساعدات عربون محبّتهم وتضامنهم. وقد رفعوا صوتهم إلى الدّول والمنظّمات العالميّة لكي تُرفع عن الشّعب السّوريّ العقوبات الّتي لا تزيده إلّا فقرًا وألمًا، شاكرين كلّ ذوي الإرادات الطّيّبة الّذين يعملون على إظهار الصّورة الحقيقيّة للأزمة السّوريّة ويمدّون يد المساعدة للشّعب السّوريّ.
تناول المشاركون أيضًا في مداولاتهم “وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السّلام العالميّ والعيش المشترك” الّتي وقّعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطّيّب، في الرّابع من شباط 2019 في أبو ظبي، والّتي تدعو “للمصالحة والتّآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكلّ الأشخاص ذوي الإرادة الصّالحة”، وبحثوا عن طرق تطبيق ما ورد فيها من أفكار في سوريا، لاسيّما في مدارسهم. ومن هذه الأفكار خصوصًا: “الحرّيّة حقّ لكلّ إنسان، اعتقادًا وفكرًا وتعبيرًا وممارسة”، “نشر ثقافة التّسامح وقبول الآخر والتّعايش بين النّاس”، “الإرهاب البغيض الّذي هو نتيجة لتراكمات الفُهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظّلم والبطش والتّعالي”، “مفهوم المواطنة الّذي يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق الّتي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل”، “الاعتراف بحقّ المرأة في التّعليم والعمل وممارسة حقوقها السّياسيّة هو ضرورة ملحّة وكذلك وجوب العمل على تحريرها ووقف كلّ الممارسات اللّاإنسانيّة والعادات المبتذِلة لكرامة المرأة والعمل على تعديل التّشريعات الّتي تحول دون حصول النّساء على كامل حقوقهنّ”.
تناول المجتمعون كذلك الوضع الأمنيّ في سوريا، وقد أبدوا ارتياحهم إلى ما حقّقته حتّى الآن الدّولة السّوريّة والجيش السّوريّ من أمان واستقرار في معظم المناطق السّوريّة بفضل تضحياتهم الكبيرة وسياساتهم الحكيمة. ودعوا الجميع إلى التّمسّك بالرّجاء في مستقبل زاهر وواعد لسوريا وإلى البقاء فيها، مشدّدين على وحدة أرضها وشعبها، ورفعوا صلاتهم إلى الله تعالى لكي يحفظها وينعم على الشّعب السّوريّ بالسّلام”.
نقلا عن نور نيوز