مطرانية طيبة للأقباط الكاثوليك مصنع الخزف – جراجوس
مذكرة توضيحية
أولاً: نتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة الجهات التنفيذية بالدولة وبالأخص الجهات التنفيذية بمحافظة قنا لتنفيذ الحكم الصادر في الاستئناف رقم 8298 لسنة 23ق استئناف عالى شمال القاهرة والمعلن لكافة الصادر ضدهم الحكم بتاريخ 29/ 9/ 2020 بشخصهم بعد رفض الاشكال رقم 602 لسنة 2020 قوص والمحكوم به بالرفض بتاريخ 28 / 2/2021.
معربين للجهات الموقرة المذكورة أعلاه عن عميق امتنانا حيث عهدنا فيهم حرصهم الشديد على مصلحة الوطن وخير أبناءه ورفعة مكانته بين دول العالم وما يتسموا به من روح الوحدة الوطنية التي تدفعنا جميعاً كشركاء في الوطن لتأدية واجبنا تجاه بلدنا الحبيب مصر، حفظه الله شعباً وأرضاً.
ثانياً: فيما يخص موضوع مصنع الخزف الكائن بزمام قرية جراجوس مركز قوص محافظة قنا زعماً من المستأجرين سابقاً باتخاذنا الإجراءات لغلق المصنع.
يطيب لنا توضيح بعض الحقائق :
1- أن المصنع الكائن على قطعة أرض مساحتها ١٢ ط ٢٠ س كائنة بزمام قرية جراجوس مركز قوص محافظة قنا بحوض الجرف البحري ٣ هو ملك مطرانية الأقباط الكاثوليك بموجب العقد المسجل رقم ٢٢٠٧٨ لسنة ١٩٦٩.
• 2- إيماناً منا بقيمة وأهمية الصناعات والحرف اليدوية وتنمية المهارات وفتح سوق عمل وأبواب رزق وتنشيط السياحة وتشغيل أكبر عدد ممكن من أبناء الوطن، لذا أعطيت الأولوية وتم تشييد هذا المصنع منذ عشرات السنين وتم تعليم أبناء قرية جراجوس لإكتساب حرفة تصنيع الخزف، وتم تجهيز المصنع بكافة الإحتياجات وإنشاء الأفران الخاصة بذلك، حيث يعتبر هذا المصنع أحد أهم وأكبر معالم السياحة في جراجوس والمنطقة المحيطة. وإيماناً منا بدور الفرد والمجتمع ولخيرهم تم إشراك أبناء القرية وتأجير المصنع للبعض منهم. تم تأجير المصنع بعد إعداد هؤلاء الأشخاص إعداداً جيداً لممارسة هذا النشاط تحت متابعة وإشراف من مطرانية الأقباط الكاثوليك المالك للمشروع.
بعد وفاة المستأجرين الأصليين للمكان، جاء ورثتهم الذين لم يشعروا بمدى أهمية وقيمة هذا التراث العالمي مقصد عديد من السياح من جميع أنحاء العالم، وبدلاً من محاولة الورثة في مواصلة وتطوير المصنع هذا الصرح العريق بأيدي شابه من أبناء الوطن، فوجئنا بهؤلاء الورثة (المستأجرين)، بإزالة بعض المباني التراثية والأفران التي يعود إنشائها لأكثر من سبعون عاماً وإنشاء بعض الأفران لا تتناسب ولا تتناسق مع عراقة الموقع وجارحة للمنظر العام وقبيحة المنظر، وتم أيضاً تعديل بالمباني والتي بالفعل بمثابة تشويه للمصنع في المنظر الحضاري والتراثي العام له. هذا بدلاً من الحفاظ على هوية المصنع وسمعته ومواصفات الصنعة وتعليم جيل جديد من أبناء الوطن تلك الحرفة وتطويرها.
بعد تحذيرهم من هذه الأعمال الضارة والمشوهة بدون جدوى من قبل المطرانية، اضطررنا للجوء للإجراءات القانونية وبالفعل تم عمل المعاينة من قبل المجلس المحلي لمدينة قوص بتاريخ ١٨ أغسطس ٢٠١٨ والتي أثبتت قيام الورثة الظاهرين للمستأجرين الأصليين بإزالة الفرن الحراري وحيث أدعى أحدهم أنه المالك الفعلي للمصنع دون سند من الواقع والقانون.
ويضاف إلى ذلك أننا قمنا أكثر من مرة بالتوجيه الى المستأجرين لإحياء دور المصنع وأهميته الرمزية والتاريخية وتنشيط هذه الحرفة النادرة عن طريق برنامج تعليمي لأبناء القرية والأماكن المجاورة لفتح سوق عمل ومصدر رزق للشباب، ولكن للأسف دون جدوى سوى تمادي ورثة المستأجرين في تحجيم نشاط المصنع على قلة قليلة دون التأمين على العاملين بالمصنع وعدم اعطائهم حقوقهم القانونية ودون توفير مصدر الأمان للعاملين مما أدى الى خروج أغلب العاملين من المصنع لعدم وجود مصدر أمان لهم والحصول على حقوقهم المقضى عليها منذ عشرات السنين لاستغلال قلة من الحرفين جميع المصادر والمكاسب المادية لهم دون أن يكون الهدف هو تطوير هذه الحرفة التراثية بالإضافة الى المخالفات سالفة الذكر.
وما زاد الموقف سوءاً هو التناحر والخلاف والعداوة والصراع الدائم بين ورثة المستأجرين منذ ما يقرب من عشرة سنوات، حيث انقسموا الى فريقين كلُ منهم ضد الأخر. طرف إستولى على المصنع والطرف الثاني من الخارج ولجئوا الى القضاء وتمت بينهم أحكام قضائية من الحكم بالسجن بتهمة التذوير في أوراق رسمية ومحاضر وقضايا مالية وتم إغلاق المصنع وتركه وإهماله والإهتمام بالقضايا بين الشركاء المستأجرين وما نتج عن القضايا بين المستأجرين “الحجز على المصنع” من قبل ورثة المستأجرين على بعض بموجب الحكم الصادرلهم في الدعوى رقم 11 لسنة 2016 تجارى قنا والصادر لصالح السيد / فرنسيس ثابت لبيب احد ورثة المستأجرين وكذلك الدعاوى أرقام 71 لسنة 2021 مدنى جزئى قوص ,الدعوى رقم 79 لسنة 2021 مدنى جزئى قوص . الدعوى 107 لسنة 2021 مدنى جزئى قوص المرفوعة على بعضهم البعض ومن الغير.
ونظراً لما سبق عرضة وأمام هذه الأحداث المؤسفة وإيماناً منا بأهمية هذه الحرفة اليدوية وإحياء تراث الأجداد وتنشيطه وقيمة المصنع وما يعنيه لكثيرين قمنا بمحاولة الصلح بينهم فلم نجد طريق بسبب التعند والتعسف والرغبة في الإنتقام فيما بينهم، لذا قمنا بإنذار هؤلاء الورثة المستأجرين أكثر من مرة بأننا سوف نأخذ كل الإجراءات القانونية ولما لم نجد جدوى، قمنا بالفعل بإقامة دعوى طرد على المستأجرين ٩٨ لسنة ٢٠١٩ والمستأنفة برقم ٨٢٩٨ لسنة ٢٣ ق إيجارات شمال القاهرة وتم الحصول على حكم نهائي بطرد المستأجرين وبإخلاء العين موضع عقد الإيجار المؤرخ ٦/١٢/١٩٦٦ وتسليمها للمالك الأصلي.
وذلك رغبة منا في إحياء هذا الصرح والتراث الحضاري وما يعنيه من أهمية ومن أجل النهوض به وإنشاء مركز لتعليم أبناء القرية وكل من يرغب بتلك الحرفة اليدوية العريقة حيث إضافة للمزايا العديدة فهو مصدر جذب حضاري وسياحي، فإنه الى زمن قريب كان يأتي اليه السياح الأجانب من جميع أنحاء العالم ولكن تعطل ذلك مع سوء سمعة المصنع بسبب ما سبق ذكره.
رغبتنا الشديدة في إحياء هذا التراث وإيماننا منا بدورنا نحو التنمية المجتمعية وهى من صميم دورنا الخدمي تجاه ووطننا الحبيب مصر وإيجاد فرص عمل لأبناء القرية وغيرهم ودورنا في مسيرة النهوض بمصرنا الحبيبة وتطوير الحرف اليدوية وذلك أيضاً من خلال القيام بمعارض دوريه بمصر والخارج مع عدة دول لنا بها أصدقاء متحفذين لذلك، ونظراً لذلك قمنا بإتخاذ الإجراءات القانونية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا المصنع الذي يعنى لنا الكثير ولإحياء دوره من جديد وإنشاء مركز تعليمي على مستوى عالً لتعليم أبناء القرية والجوار بتلك الحرفة وعلى ضوء الحكم النهائي الصادر من قضائنا الشامخ بدئنا في إجراءات تنفيذ الحكم حتى نتمكن في أسرع وقت من إعادة فتح المصنع وتشغيله لخدمة أبناء القرية والوطن وإنشاء مركز تعليم حرفة الخزف والصناعة اليدوية والتأمين على جميع العاملين بالمصنع والحصول على كافة حقوقهم المالية وإنقاذ تراثنا من الإنهيار، وليكون نقطة تلاقي بين الحضارات والثقافات المتعددة في إستقبال السياحة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف سوف نضع كل ما يحتاج إليه من إمكانيات مادية وجهد. وتم اللقاء والاتفاق بالفعل مع غرفة الحرف اليدوية وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يتم التوقيع على برتوكول لتطويرالمصنع وانشاء مركز تدريب وتعليم أبناء جراجوس لاستمرار تراثنا العظيم كما جاري الاتفاق مع أكبر خبراء في صناعة الخزف لتعليم أبناء جراجوس والجيرة ولكل من يرغب.
واثقين من مساندة وتعضيد الجميع لإنقاذ هذا التراث والصرح الحضاري الذي يتطلب تدخل سريع من أجل إعادة إحياءه ليكون مصدر رزق لكثيرين ونافذة حضارية من مصر تجاه العالم الخارحي.