stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

مطيعون للآب، على خطى الابن – القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب

378views

القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب ( إيديث شتاين ) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
تأمّل بمناسبة عيد ارتفاع الصليب

مطيعون للآب، على خطى الابن

“لتكنْ مشيئتك!” (متى6: 10). كانت هذه فعلاً حياة المخلِّص. جاء إلى العالم لتتميم مشيئة الآب، ليس فقط للتكفير عن خطيئة المعصية من خلال طاعته (روم5: 19)، لكن أيضًا لإعادة البشر إلى دعوتهم على طريق الطاعة.

ليس مطلوبًا من إرادة البشر المخلوقين أن تكون حرّة من خلال كونها سيّدة نفسها؛ بل هي مدعوّة للتكيّف مع إرادة الله. إن تكيّفَت مع هذه الإرادة من خلال خضوعها الحرّ، سُمِح لها بالمشاركة في إنجاز الخليقة. وإن رفضت هذا التكيّف، خسر الكائن الحرّ حريّته أيضًا. تحافظ إرادة الإنسان على حريّة الاختيار، لكنّ هذا الأخير يشعر بالانجذاب نحو مغريات هذا العالم؛ فهي تشدّه وتدفعه في اتّجاهات تبعده عن نموّ طبيعته كما أرادها الله، كما تبعده عن الهدف الذي حدّده لنفسه في حريّته الأصليّة. إضافة إلى هذه الحريّة الأصليّة، هو يفقد الثقة بقراره. فيصبح متغيّرًا ومتردّدًا، مشتّتًا نتيجة الشكوك والأوهام أو متصلّبًا في ضياعه.

لمواجهة هذا كلّه، لا علاج آخر سوى السير على خطى المسيح، ابن الإنسان الذي لم يكتفِ بإطاعة الآب الذي في السموات، بل خضع أيضًا للبشر الذين كانوا يعبّرون عن مشيئة الآب. إنّ الطاعة كما أرادها الله تحرّر إرادتنا المُستَعبدة من كلّ روابط الأمور المخلوقة، وتعيدها نحو الحريّة. إذًا، إنّها أيضًا الطريق نحو نقاوة القلب.