stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

معمدون و مرسلون – تأملات لشهر الرسالات الاستثنائي – 3 اكتوبر 2019

681views

‏3 أكتوبر 2019‏

 

‏- الخميس ، الاسبوع السادس و العشرون من الزمن العادي ‏

نح 8 : 1 – 4،5-6،7-12‏
مز 19 : 8-11‏
لو 10 : 1-12‏

 

‏- ان كتابي عزرا و نحميا يطرحان ، في ملحمة دينية و ايمانية ، اللحظات البارزة ‏لاعادة بناء جماعة شعب الرب في الأرض القديمة للأباء في أعقاب النفي البابلي ‏‏. و بين الالام و المعاناة ، يجد مشروع الرب استكماله ، و هو المشروع الذي أعلن ‏عنه بالفعل في أشعياء 55 : 12 – 13 ، و بدأ من خلال قرارات ملم وثني ، قورش ‏الأخميني من فارس : حسب ما جاء 2 ( أخ 36 : 22-23 ) و (عز 1 : 1 – 4 ) ، ‏فان سياسة قورش تجاه الأقلية العرقية الدينية اليهودية يمكن أن نفهمها علي ‏أنها نبؤة من الرب نفسه . علي ، على كل حال ، فأن العودة ، في حد ذاتها ‏للمنفيين لم تتجسد كملحمة سعادة سهلة المنال . ان مشروع الرب تحقق من ‏خلال قوافل من المنفيين يعودون الى أرض الأباء ، الى ” تاريخ مقدس ” له ‏نموذجه في فترة الخروج من مصر حتى الدخول الى أرض الموعد ( انظر نح 8 : 17 ‏‏) . في سفر نحميا ، يجد عمل أعادة بناء الهيكل و مدينة أورشليم استكماله في ‏قوة الجماعة حسب ما جاء في تعليمات الناموس ( انظر نح 11: 1،12: 26 ) ، في ‏عيد تكريس ” مسكن الله ” ( انظر نح 12 : 27 ، 13 : 3 ) ، و من خلال تأكيد توزيع ‏المهام ( انظر نح 13 : 4-31 ).‏

‏- أن الأحتفال المهيب لطقس الكلمة لعيد المظال يمثل مرحلة حاسمة في اعادة ‏بناء المجتمع الثقافي في أرض الأباء ، و خاصة مدينة أورشليم ، هي مكان ‏مقدس ، و التوراة أيضا أعظم من الهيكل و من ذبائحه . لا بد من الجميع قد رأوا ‏عذرا الكاهن و الكاتب و سمعوه بينما كان يعلن ناموس موسى ( انظر نح 8 : 4 )، ‏بينما كان على مجموعة أخرى من الأشخاص و اللاويين أن يقرأوا الأجزاء المميزة ‏من الناموس و يشرحوا معناها للشعب ( نح 8 : 7-8 ) ان التقاليد العبرية ( ‏اليهودية ) التالية فسرت معنى فعل ” يشرح ” ، من خلال ارتباطها ب ” قراءة ” ‏النص الكتابي ، مثل بداية تقاليد اعادة العبارة باللغة الأرامية ( و التى كان ‏العائدون من المنفى البابلي يعرفونها أكثر ) للنص الكتابي المقروء بالعبرية ، أو ‏مثل بداية التعليق (‏midrash ‎‏ ) على النص المقدس ، و الذى يهدف الى البحث ‏عن الرب من خلال كلمته . ان الفهم الحقيقي لكلمة الرب تجلب النحيب كرد فعل ‏‏( انظر نح 8 : 9-11 )، علامة على التوبة الحقيقية ، و خاصة لأدراكهم أنهم لوثوا ‏قداسة الرب نفسه ، و بأنهم احتقروا محبته و رحمته ، تبعا للغة النبوية . و كعطية ‏من الرب ، وصلت الكلمة الى قلوب الجميع و بالتالي حركت الأشخاص نحو طريق ‏التوبة . و هكذا ، فأن الأحتفال الليتورجي يصبح علامة لكل أجيال المؤمنين ، أكثر ‏بكثير من مجرد حدث تاريخي أصيل . ان الألم و النحيب يتحولان الى فرح بكلمة ‏الرب التي عثروا عليها من جديد ( انظر نح 8 : 9 ) ، و من شرح كلمة الرب ‏للشعب يمكنه ،و لا بد ، أن يساعده على أن يحول التوبة الى فرح ( انظر نح 11 : ‏‏8 ) . تبعا للتقليد في ( تثنية 16 : 13-14 ) ، فأن مناسبة عيد الحصاد ، و الذى ‏أصبح أيضا الان عيد المظال ، كتذكار للسير في الصحراء أثناء الخروج ، كان ينصح ‏بأن جزء من الحصاد يتم تخصيصه لمن هم أقل دخلا في الشعب . و يعطي ‏الحاكم نفسه ، نحميا ، أثناءالليتورجيا ، التعليمات المحددة بتقسيم الوليمة ‏الأحتفالية مع من ليس لديه مهيأ ( انظر8 : 10 ) . ان التقسيم كعلامة على ‏شركة الأحتفالية هو مصدر الفرح و يشهد بأن الشعب قد فهم كلمة الرب بذهنه و ‏قلبه و بحياته ( انظر نح 8: 12 ) .‏

 

‏- ان دعوة يسوع لسبعين أو أثنين و سبعين تلميذا ، ستة لتمثيل كل قبيلة من ‏القبائل الأثنى عشر لاسرائيل الله ، تأتي بعد دعوة الأثنى عشر ( انظر لو 9 : 1- 6 ‏‏). كل من الأرساليتين، التى أرادهما يسوع ، مساعدتان و ممهدتان لمسيرته ‏الشخصية . ان الأعداد للأرسالية هو الأنتماء الى جماعة تلاميذ يسوع بالمعنى ‏الخارجي للمصطلح ، حتى بين غير اليهود ، انه شخص يسوع نفسه الذي يقف ‏مقام كلمة الله ، تماما في مكان الدور التي قامت به شريعة موسى ( انظر نح ‏‏1:8) فى جماعة العائدين في زمن عزرا و نحميا . في الجماعة الأصلية من ‏تلاميذه ، بدأ يسوع بنفسه يشرح الكنب كالأنجيل ( انظر لو 24 : 44-48 )، و لذلك ‏فان وظيفة قراءة الكتب ، شرحها و فهمها ، وظيفة أساسية ، فى مجتمع تلاميذ ‏يسوع ( انظر لو 24 : 25-35 ) . ‏

 

‏- و عندما أعهد للتلاميذ بمهمة الأعلان عن ” ملكوت الله ” أكد يسوع أيضا على ‏طرق الأرسالية نفسها : المعدات و الاجراءات ( انظر لو 10 : 1-11 ) . و فيها ‏نتعرف على الخصائص التفصيلية، و التى تتفق جزئيا مع الثقافة اليهودية-‏الفلسطينية لتلك الحقبة ، مثل منح قيمة ل ” لنظام الأستضافة ” ( انظر لو 10: ‏‏4-7، و انظر تك 18 :1-8 ) ، ولكن أيضا الضرورة و الأولوية المطلقة للأرسالية في ‏علاقتها مع ثقافة العصر ( انظر لو 10 : 4 ) . انه أجراء أرسالي دقيق ، وليس ‏جماهيريا ( انظر لو 10 : 2 ) ، معرض للمخاطر ( انظر لو 10 : 3 ). انها دعوة سلام ‏‏( انظر لو 10 : 5، 24 : 36 ) ، تواجهه تصرفات سواء لصالح المبشرين أو المبشرين ‏‏( انظر لو 10 : 8-9 ) و التى موضوعها هو أقتراب ملكوت الله ( لو 10 : 9 ) ، ووصول ‏الرب يسوع و عبوره علي تلك الأماكن ( انظر لو 10 : 1 ). وكانت هكذا الأرسالية ‏اذن فى العالم الفلسطيني ، و هي هكذا دائما فى كل جزء من انحاء العالم و فى ‏كل زمان . حتى تعليمات يسوع حول سلوك التلاميذ فى حالة رفض الأستضافة ، ‏هكذا كما فى حالة أعلان ” ملكوت الله “، مطبوع عليها أولوية الأرسالية ( انظر لو ‏‏10 : 10-11 ) ، و تبعا لأجراء اتخذه بولس و برنابا أيضا فى مواجهة جزء من ‏المجنمع اليهودي ( انظر أع 13:44-51).‏

 

‏- ان يسوع ينوي أن يؤكد على مرسليه واقعا و هو الرفض الذى سيتلقونه ليس ‏شيئا يخصهم ، و لكنه شيء يخص الرب بالكامل ( انظر لو 10:12) ، بل أن الرفضو ‏الأضطهاد ليسوع أو من أجل يسوع يمكن أن يصبح فرصة لتجسيد التلاميذ ‏المرسلين لفصح معلمهم ، حيث الرسالة المعلنة ، و المملكة المبشر بها و ‏شخصه كاله و انسان ، و مصيره كمسيح و مخلص تصبح جميعها شاغلنا الوحيد ، ‏اى عمل مشيئة الاب من أجل فداء العالم . ان حكم الخلاص للمدن التى تحمل ‏لها رسالة قرب الفصح المخلصليسوع المسيح ، ملكوت الله الذي تحقق فى ‏شخص الابن ، يظل هو الاولوية الكاملة للخاصية الالهية للأب . لا أحد مسموح له ‏بأن يسبق بالدينونة و بالأدانة ( انظر مت 13 : 24-43 ) : بالنسبة للتلاميذ ‏المرسلين طلب منهم أن يشتعلوا بالشغف نفسه و بالمحبة من أجل العالم ، ‏حتى يخلص الجميع ، و أن يذهبوا للبحث عن الرجال و النساء من كل الأجيال ، ‏فى كل مكان و مدينة ، حتى لا يفتقد أحد أعلان الأنجيل للخلاص .‏