stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من ينقذني من جسد الموت هذا – الأب وليم سيدهم

485views

حياة الإنسان موسومة بعلاقة ثلاثية الأبعاد، العلاقة الأولى مع جسده ونفسه، أى علاقة باطنية، والعلاقة الثانية مع الله والعلاقة الثالثة مع العالم، ثلاث معارك يخوضها الإنسان في الوقت نفسه، القديس بولس في رسالته  إلى أهل رومية يحدد بشكل لا لبث فيه علاقة الإنسان بجسده إنها علاقة متوترة ترافقه طوال حياته، يتحدث بولس الرسول عن شريعة الجسد وشريعة الروح، ويعبر عن العلاقة التي تربطهما ويقول: “لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ” (رومية 7: 15- 16) ثم يضيف : “وَلكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي” (رومية 7: 23)

فما هي شريعة الأعضاء؟ إنها مطالب الجسد المباشرة مثل الأكل والشرب والجنس وكل الملذات والشهوات التي يتغذى عليها الجسد، هذه الاحتياجات الأولية لكل إنسان يعبر عنها القديس بولس بفرضها لتلبية إحتياجات الجسد تتحول من إحتياجات ورغبات معتدلة وضرورية لحياة الانسان إلى احتياجات لا تكتفي بالاعتدال بل تتغول في حياة الإنسان فتفسد عليه صفاء الروح وسيطرة العقل وتتسيد على حياة الانسان.

أما العلاقة مع الله شريعة الروح فهي تحاول أن ترشد الإنسان على السلوك المنضبط والمعتدل الذي يرفض السقوط في براثن هذه الشريعة الجسدية بصفتها تأخذ أكثر من حجمها.

فالله الذي خلق الإنسان على صورته أعطى الإنسان الوصايا التي تصون شخصية الإنسان من الخضوع لشريعة الجسد فقط وهذه الوصايا هي التي يحاول بولس أن يعبر عنها بأنها القطب الثاني أو البعد الثاني الذي يصارع مع شهوات الجسد والذي يصرخ بولس بسبب وطئة هذا الصراع بداخله “من ينقذني من جسد الموت هذا؟”.

وإذا كنا نرى في البُعد الثاني حضور الله ووصاياه لتنظم رغبات الانسان وشهواته فإن الله أيضًا هو البعد الثالث في علاقات الانسان وهو معني بعلاقته مع الآخرين ومع العالم. هذه العلاقة تتأثر سلبًا أو ايجابًا بمقدار ما تكون شريعة الروح تتحكم في شريعة الجسد. فالاكل والشرب والجنس والمسكن … الخ هي مطالب كل البشر من اجل ذلك تصبح أسبابًا للصراع والتقاتل بين البشر إذا لم تحتكم إلى شريعة العقل وشريعة الروح.

إن حياتنا اليومية تسودها هذه العلاقات والشرائع بشكل صراعي أو تبادلي أو تكاملي وهارموني، وكثيرة هي العادات الذميمة التي قد تسيطر علينا كأفراد أو كجماعات فمثلا عادة النميمة والخوض في الاعراض أو عادة الفتن أو عادة التدخين، عادة شرب الخمر، عادة السهر طول الليل، كل هذه العادات وأمثالها قد تسيطر على الانسان فتُحدث خللًا في جسده أو في نفسه أو في روحه،  وهناك عادات حميدة تصون الجسد والروح مثل التعود على الاستقامة في القول والفعل – التعود على الصدق مهما كلفنى من تعب – التعود على سلامة النفس وسلامة الجسد، التعود على النظام، التعود على التميز .. الخ

نحن نسعى أن نكون مسكونين بروح الله حتى نعمل اعمال ابناء وبنات الله.