stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

” مَن يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة ” – القدّيس أوغسطينُس

587views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل يوحنا، الرقم 35

” مَن يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة “

قال له الفرّيسيون: “أنت تشهد لنفسك؛ فشهادتُك لا تصحّ”… أجابهم يسوع: “وإن شهدتُ لنفسي فشهادتي تصحّ فأنا أعلم من أين أتيتُ وإلى أين أذهب”. فالنور يُظهر الأشياء التي يضيئها ويُظهر ذاته في الوقت نفسه… “أنا أعلمُ من أين أتيتُ وإلى أين أذهب”. ذلك الماثل أمامنا والمتكلّم يمتلك ما لم يترك…: عندما جاء إلى الأرض، لم يترك السماء؛ وعندما عاد إلى السماء، لم يتخلّ عنّا… يستحيل ذلك على البشر، ويستحيل حتّى على الشمس: فحين تتّجه الشمس إلى المغرب، تبتعد عن المشرق، وتُخلّف وراءها المغرب إلى حين عودتها إلى المشرق. لكنّ ربّنا يسوع المسيح أتى إلى الأرض وهو في السماء؛: وعاد إلى السماء وهو على الأرض…

كتب القدّيس بطرس: “فازداد كلام الأنبياء ثباتًا عندنا، وإنّكم لتحسنون عملاً إذا نظرتم إليه نظركم إلى سراج يُضيء في مكان مظلم حتى يطلع الفجر…” (2بط1: 19). حين يأتي إذًا ربّنا، حسبما جاء على لسان الرسول بولس، “فهو الذي ينير خفايا الظلمات” (1قور4: 5)… أمام نورٍ كهذا، لا حاجة إلى المصابيح: لن نقرأ بعد ذلك كتب الأنبياء، ولن نفتح أعمال الرسل، ولن نطلب شهادة يوحنّا المعمدان، ولن نحتاج حتّى إلى الإنجيل. كلّ الكتابات التي كانت مضاءة لنا كما المصابيح في منتصف ليل العالم سوف تختفي… وماذا سنرى؟ “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله” (يو1: 1). ستأتي لتستقي من المنبع حيث انتشر الندى عليك، وحيث انطلقت هذه الأشعة المتكسّرة التي تأخذ آلاف السبل لتصل إلى قلبكَ المغلّف بالظلمات. سوف ترى النور نفسه على المشكوف… “لم يظهر حتّى الآن ما سنصير إليه. نحن نعلم أنّنا نصبح عند ظهوره أشباهه لأنّنا سنراه كما هو” (1يو3: 2)… أنا سوف أضع هذا الكتاب جانبًا…؛ فقد استمتعنا بنوره معًا…، ولكن حين نفترق، لن يفارقنا النور أبدًا.