نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
No tags
الصليب في حياتنا
المسيحية و الصليب
٢- – الصليب والإيمان المسيحي
فبالإيمان نفهم خروج كل شيء من العدم إلى الوجود بقوّة الله، وبالإيمان نقدّر كل الإلهيات والبشريّات قدرها. فإنّ الإيمان اقتناع لا تتخلله أبحاث فارغة. من هنا كانت دعوة المسيح لتلاميذه بالاقتداء بحياته في حمل الصليب، ويضع حمل الصليب شرطاً أساسياً لأتباعه والتتلمذ له: “من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ الذي يريد أن يخلّص حياته يفقدها، وأمّا الذي يفقد حياته في سبيلي فإنّه يجدها، ماذا ينفغ الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟ وماذا يعطى الإنسان بدلاً لنفسه”. إنّ هذا البعد يعبرِّ عن الجذرية في الاختيار، إذ يضحيِّ الإنسان بكل شيء، الغالي والنفيس، من أجل الرسالة التي يحملها في الحياة، لأنّه “ما من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل أحبّائه”.