نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم 20/11/2018
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الخامسة
أنا عطشان
كان العطش قد أخذ من المسيح كل مأخذ نتيجة آلام عشرين ساعة متواصلة من جثسيماني، إلى المحاكم، إلى الجلجلة حيث أصابته حمّى محرقة بسبب جراحه البليغة الخطيرة، فجفّ ريقه ويبس لسانه، وتحقّقت فيه نبوّءة المرنم: “مثل الماء انسكبت وتفكّكت جميع عظامي. مثل الشمع صار قلبي وذاب في وسط أحشائي. كالخزف جفّ حلقي ولساني لصق بفكي وفي تراب الموت أضجعتني” (مزمور 22: 15 – 16).
ومن العجيب أنه وسط كل هذه الآلام، وبعدما عانى في ساعات الظلمة هول الدينونة الرهيب، نراه متمالكاً نفسه، صادقاً في محبّته للكلمة المكتوبة. وإذ رأى أنّ كل شيء قد تمّ، وبقي إتمام النبوة القائلة: “أنت عالم بعاري وخزيي وخجلي وأمامك جميع الذين يضايقوني. العار حطّم قلبي ولا علاج فرجوت العطف فلم يكن والعزاء فلم أجد. جعلوا في طعامي سُمًّا وسقوني في عطشي خلًّا” (مزمور 69: 20-21). فلكي يتم الكتاب قال: “أنا عطشان”.