نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
طريق الجلجلة
ما أكثر التعاليم والتأمّلات التي نجدها في هذه الكلمات السبع، والتي يرمز عددها إلى الكمال … فسوف نتأمّلها معا وندخل إلى أعماقها واحدة فواحدة. ويا ليتها تكون وسيلة خلاص للجميع. فالمسيح “إنّما جاء ابن البشر ليخلص ما قد هلك” (متى 18/ 11).
الكلمة الأولى
يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
من الناحية النفسية والإنسانية عندما تقترب ساعة الموت يبدأ الإنسان بالتغيّر فيبدَّل أمور حياته ويلتفت إلى أولاده وعائلته بكلمات حب يعبرّ فيها عن حبه لهم ويعتذر إذا كان قد أخطأ في حقّهم أو أساء لأحد منهم أو كان عنيفاً معهم أحياناً.
ولكننّا هنا أمام مشهد آخر، أمام هذا الألم القاسي وفي عمق الآلام على الصليب – كان يسوع منشغلاً بغيره لا بنفسه. يلتفت بكلمات الحب والغفران مبتدئاً بأعدائه ليصل إلى اللص اليمين ومن ثمّ إلى القدّيسين.