نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
طريق الجلجلة
٣- الصلاة
الأمر الأخر الذي أراد المسيح أن يعلمنا إياه وهو على الصليب هو قلة الكلمات التي نطق بها ولكن مفعولها كان قوّياً إذ علمنا هذا الدرس في الصلاة والذي ورد في إنجيل متى “ومتى صلَّيت فلا تكن كالمرائين. فإنهم يحبُّون أن يصلُّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحقَّ أقول لكم إنهم قد استوفوا أَجْرَهم. وأمّا أنت فمتى صلَّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاءِ. فأبوك الذي يرى في الخفاءِ يجازيك علانيةً. وحينما تصلّون لا تكرّروا الكلام باطلاً كالأمم. فإنهّم يظنُّون أنهُ بكثرة كلامهم يُستجاب لهم. فلا تتشبَّهوا بهم. لأنّ أباكم يعلم ما تحتاجون إليهِ قبل أن تسأَلوه”
وهنا يحذّرنا المسيح من صلاة المرائين الذين يحبون أن يظهروا للناس مصلين لذلك يختارون المجامع المزدحمة وزوايا الشوارع -أي التقاء الشوارع- حيث يشاهدهم الناس أكثر فيكتسبون كرامة وسمعة عند الناس أنهم أتقياء مصلين لعلّ هذه السمعة الحسنة تفيدهم في أعمالهم وأشغالهم الاجتماعية والمعيشية. يقول لنا المسيح ” الحقَّ أقول لكم إنهم قد استوفوا أَجْرَهم”. ” قال هذا عن الذين يصلّون ليظهروا تقواهم للناس