نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الرابعة
إلهي إلهي لماذا تركتني
٢- ربط التجسد بالفداء
تجلى مجد الله بسر الفداء للبشرية على الصليب فرأينا كم كان الله كريماً لدرجة أن يسخو بنفسه فينوب عن البشر في حمل خطاياهم! ولكن بعد أن رأينا المصلوب وسمعنا صراخه، نؤمن ونقرّ أنه سمح لجسده المبارك أن يُسمَّر على الصليب حتى يسمِّر عليه صكّ خطايانا. ونؤمن أيضاً أنه حمل على نفسه اللعنة التي نستحقّها ليملأنا ببركاته. لقد وضع نفسه وقبل أقسى جزاء على النفس والجسد معاً عندما صرخ: «إلهي لماذا تركتني؟» ليقدم ترضية للعدل الإلهي نيابة عنا.
وعمل المسيح النيابي هذا حقًّا صريحاً يعلنه الكتاب وتدعمه الطبيعة ويؤيّده التاريخ البشري.
أمّا الكتاب فبكل تاريخه وطقوسه ونبوّاته وتعاليمه يشير إلى مبدأ “بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ” (عبرانيين 9: 22).