نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الرابعة
إلهي إلهي لماذا تركتني
٢- ربط التجسد بالفداء
أما الطبيعة فنواميسها وظواهرها تدل على العمل النيابي. قال أحد علماء الطبيعيات: ”الأرض مبنية على أفكار روحية مركزها الفداء بذبيحة نيابية، فالمرجان يموت ليبني الصخور، والصخور تتفتَّت لتكوِّن التربة، والتربة تتحلل في عناصر العالم النباتي، والنبات بدوره يقدم ذاته للعالم الحيواني، وكلاهما يبذل نفسه للإنسان”. ونلاحظ في نظام البشر العمل النيابي، فالآباء ينوبون عن أبنائهم، والنواب السياسيون عن دوائرهم، والمحامون عن موكليهم. فلا شك إذاً في ضرورة وجود عمل نيابي لخلاص البشر الخطاة، ولم يَقْوَ عودٌ على رفع راية الخلاص إلا عود صليب المسيح: “فالمسيح نفسه مات مرة من أجل الخطايا. مات, وهو بارّ, من أجل فُجَّارٍ ليقرّبكم إلى الله. أميت في جسده ولكنّه أحييَ بالروح” (1بطرس 3: 18).