stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

” هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ اكْتَمَل. عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص “القدّيس أوغسطينُس

360views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل يوحنّا، العظة 14

” هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ اكْتَمَل. عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص “

لقد أكّد يوحنّا ما سمعتموه للتوّ عندما أخبروه بأنَّ عددًا كبيرًا من التلاميذ التحقوا بيسوع وذلك لإثارَةِ غيرته. قال له أصدقاؤه، كما لو كان حسودًا: “رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه”. لكنّ يوحنّا اعترف بما كان عليه، واستحقّ بذلك أن يكون متّحدًا مع المسيح، لأنَّه لم يجرؤ على أن يَنْسُب لنفسه ما كان للمسيح. هذا ما قاله: “لَيسَ لأَحدٍ أَن يَأَخُذَ شَيئاً لم يُعطَه مِنَ السَّماء”. هو لم يستمدّ فرحه من ذاته. فذاك الذي يريد أن يجد في ذاته سبب فرحه سوف يكون حزينًا على الدوام؛ أمّا ذاك الذي يريد أن يجد فرحه بالله، فهو سوف يكون سعيدًا على الدوام، لأنّ الله أزليّ. هل تريد الفرح الأبديّ؟ تمسّك بمَن هو أبديّ. هذا ما فعله يوحنّا.

إنّ صوت العريس هو الذي يُفرح صديق العريس، وليس صوته الشخصيّ؛ الصديق يقف ويستمع… “هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل”. لديّ نعمتي الخاصّة ولا أتمنّى شيئًا أكثر، خوفًا من فقدان ما حصلت عليه. ما هو هذا الفرح؟ إنّه فرح “صَدِيق العَرِيسِ الوَاقِف يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ”. إذًا، ليفهم البشر أنّه لا يفترض بهم أن يفرحوا بحكمتهم الخاصّة، بل بتلك التي نالوها من الله. لا نبحثَنّ عن أيّ شيءٍ آخر ولن نفقد ما وجدناه… اعترف يوحنّا بأنَّه تلقّى كلّ شيء؛ قال إنَّه سعيد بصوت العريس، وأضاف: “هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل”.