هوية الكاهن الإيبارشي- دوافع البحث عن الهوية- الأب / مجدي زكي
مقدمة
الهدف من هذه الندوة ورقة توضع أمام لجنة- سينودس لتستفيد بها فئات أخرى من الناس.
مفهوم العنوان “هوية” = حقيقة الشيء أو الشخص
وهي حقيقة مطلقة مشتملة على صفات الشخص الجوهرية ويفضل الحديث عن الدور وحقيقته كجزء أساسي في الهوية ودوري الشخصي مهم حيث هناك علاقة بين دور الشخص وحقيقته (أي هويته) فالحقيقة تظهر من خلال الدور.
ونحن نعيش في مجتمع يتغير بشدة وهذا التغير يدفعنا إلى تطوير وجهات النظر وأساليب العمل.
والآن بعد أن انتهينا من تحديد معنى الهوية ننتقل إلى تحديد معنى الكهنوت:
كيف يمكن الكلام عن الهوية الكهنوتية بدون ذكر الإنجيل؟ وعن الدور إلا انطلاقاً من قيم إنجيلية ونستطيع القول أن كل ما هو إنساني هو ديني فالإنسان هو مسمى. والتكوين المسيحي يخدم الهوية والخوف من الحديث عنها هو علامة على الانغلاق والتمحور حول الذات فالكائن البشري في نموه يتنقل من التمركز حول الذات إلى الانفتاح على الأمر من الأنانية إلى الغيرية. وإذا استطعنا أن نحدد الدور من خلال علاقتنا بالآخر فإننا نجد أنفسنا في مصر أمام نموذج من الكنائس الأخرى هددنا بكثرة ما فيها من أنشطة، مما يدعونا إلى وقفة واقعية بمعنى أن نسأل أنفسنا ما الذي نقدر عليه وما الذي لا نقدر عليه؟ وما هي النداءات الموجهة للكنيسة القبطية الكاثوليكية؟.
من هذا المنطلق نستطيع أن نصل إلى تحديد يساعدنا في تكوين الكاهن القبطي يمكن تكوين الدور– دور الكاهن- فكاهن القرية بالصعيد يختلف عن كاهن المدينة بالمحافظة.
تساؤلات للتفكير
نحن كنيسة قلية العدد بشرياً ولسنا كنيسة غنية، شعبنا متوسط التعليم أو أمي وهنا يحضرنا قول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني لكنيسة لبنان: “أنتم أكثر إمكانية أنتم رسالة” نحن إذاً حاملي رسالة ولسنا مجرد طائفة محدودة العدد.
هناك تيارات تشاؤمية بين الكهنة تتحدث حديثاً غير موضوعي . يمكن أن تزيد الطائفة في العدد، ويمكن أن تنمو في الفكر فلا داعي للتشاؤم ولا داعي أيضاً لأن نخدع أنفسنا وراء تفاؤل كاذب فالمؤمن الحقيقي هو إنسان موضوعي . ولكن هذا لا يمنع من توجيه أسئلة لا بغرض النقد لكن لتعميق المفاهيم. فالمهم أن تكون هناك مدارس مختلفة في كنيستنا وهذا يتأتى بالانفتاح على مختلف المدارس اللاهوتية الغربية والشرقية وليس على مدرسة بعينها.
هناك تقدم في أداء دورنا التربوي دليل ذلك وجود معاهد للتربية واللاهوت ولو لم تكن أغلبية الدارسين هناك من الكاثوليك.
دورنا إذن هو أن نعمق وأن نذهب إلى الأبعد وهذا دور متميز خاصة في مجال التربية الدينية كيف نستطيع أن نرتقي بهذا الدور إلى أقصى درجة؟ يمكن ذلك عبر الكتابة والتأليف والترجمة.
الحركات الموجودة في الكنيسة الكاثوليكية
لماذا يصبح الكاهن ذو سلطة على الناس؟ لماذا تقبل الناس يد الكاهن؟ لماذا يصير الكاهن هو المتحدث الوحيد وعلى الآخرين أن يصغوا؟ لماذا المونولوج وليس الديالوج؟ لماذا ما زلنا نعتمد على التخويف والتحريم والتجريم وما الذي يملكه الكاهن من مواهب لإقناع الناس والتأثير عليهم؟ يستطيع الكاهن التأثير والتغيير والإقناع:
أ- أسلوب الحياة:
عبر اهتماماته – رسالته- طريقة قضاء وقته- ومصروفاته- قراءاته- دراسته.
ب- كلمة – تعليم:
عن طريق الوعظ والإرشاد والمجموعات الصغيرة
ماذا سنقدم للناس أخبزاً طيباً يغذيهم أم لباناً يلوكونه دون ما فائدة؟ هل نقدم ما يريحهم أم ما يبنيهم؟.
ما هو دورنا في الطقوس؟ هل نؤديها عن اقتناع؟ أم كنتيجة لضغوط الكنيسة الأرثوذكسية علينا؟ لماذا طورت الكنيسة وغيرت في طقوس الخدمة والقداس؟ كيف نكتشف المعنى العميق للطقوس من خلال الشرح والتوضيح ومن خلال انتمائنا للكنيسة الجامعة؟.
أخيراً علينا ككهنة وطائفة تقديم شهادة في مجتمع يواجه تياراً استهلاكياً، حيث يستهلك الغني بينما ينظر إليه الفقير بحقد منتظراً دوره في أن يستهلك والكنيسة مدعوة لتقديم شهادة ضد هذا التيار الاستهلاكي وهي أن تعيش دون أن تستجيب أو تنحني أمام هذه المغريات.