stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وسأسكن في وسط أورشليم – الأب وليم سيدهم

934views

وسأسكن في وسط أورشليم

 

فتدعى أورشليم “مدينة الحق” “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: سَيَجْلِسُ بَعْدُ الشُّيُوخُ وَالشَّيْخَاتُ فِي أَسْوَاقِ أُورُشَلِيمَ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَصَاهُ بِيَدِهِ مِنْ كَثْرَةِ الأَيَّامِ” (زكريا 8: 4).

زكريا اسم عبري معناه “ذكره الله” أطلق هذا الإسم على 29 شخص في العهد القديم، عاش في عصر الملك الفارس داريوس الكبير أثناء وفترة سبي اليهود في بابل ما بين القرن السادس والخامس قبل الميلاد.

وكان زكريا يحث اليهود في السبي أن يرجعوا إلى أورشليم ليعمروها من جديد. وبينما كان اليهود في السبي فإنهم عاشوا لأول مرة في تاريخهم بعيدًا عن الهيكل الأورشليمي الذي كان مركز حياتهم وصلاتهم ومسكن الأله على الأرض فإختبروا المعاناة والذل والإنفصال عن مركز عبادتهم. وكان الأنبياء إعتبروا أن السبب الرئيسي لسبيهم وطردهم من أورشليم هو ابتعادهم عن الشريعة وعن وصايا الله ومن ثم كانوا يحلمون بالرجوع إلى أورشليم يمارسون حياتهم الطقسية في قلب هيكل أورشليم.

وها هو الله يتحدث إلى شعبه المكلوم على لسان النبي زكريا معبرًا عن رجوعه عن غضبه من هذه الأمة المارقة واعدًا إياهم بأورشليم جديدة يسكن الله نفسه في وسطها ويعيش الناس طويلًا فيها حيث الشباب والشيوخ يملأون ساحاتها وتطول أيام حياتهم وتسمى أورشليم “مدينة الحق”.

وبعد حوالى ستة قرون يتجسد المسيح ويولد ويعيش في أورشليم إلا أن اليهود كعادتهم يتعاملون معه بعجرفة ويتآمرون ضده حتى قتلوه. إلا أن الله هذه المرة قد عزم على تسليم شعب جديد وأمة جديدة هذه المدينة وغيرها من المدن المتناثرة في أركان العالم مقاليد الحكم بعد موت وقيامة المسيح.

فيجد اليهود أنفسهم مطرودين مرة أخرى في حوالي عام 70 ميلادية وتهدم الهيكل الثاني على يد الرومان، وتنتشر المسيحية على أنقاض اليهودية ويتشتت الباقون من اليهود في كل بقاع الأرض.

ويتحول جسد وقلب كل مسيحي هيكلًا لروح القدس بدلًا من الهيكل الحجري الخارجي كما يقول القديس بولس : “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” (1 كو 3: 16)