stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

“وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم ” القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

292views

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظة 42 عن إنجيل القدّيس متّى

“وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم “

نَسَبَ الفريسيّون أعمال الله إلى رئيس الشّياطين؛ ولم يجب يسوع على ما تفوّهوا به، بل على ما فكّروا فيه في نفوسهم، ليدفعهم إلى الايمان بقدرة الذي يرى أعماق القلوب. “وعَلِمَ يَسوعُ أفكارَهُم”: كانوا قد اتّهموا الربّ سابقًا بطرد الشياطين ببعل زبول بدون ردّ من الربّ على ذلك، بل أراد الربّ أن يدرك الناس قوّته من خلال كثرة عجائبه، وعظمته من خلال تعاليمه. وبما أنّهم كانوا يواظبون على هذه التفسيرات المسيئة التي ليس لها أساس، لامهم بقسوة.

غير أنّ الربّ يسوع لم يجبهم بازدراء، ولكن أقواله كانت مليئة بالرفق والكرامة ليعلّمنا أن نكون لطفاء تجاه أعدائنا، وألاّ نضطرب حتّى لو اتّهمونا بأشياء نحن غرباء عنها وليس لها أيّ أساس. إنّ سلوك الربّ هذا أبرز قباحة افتراءاتهم، لأنّ الذي فيه شيطان لا يستطيع أن يظهر هذا اللطف ولا أن يعلم أعماق القلوب. كانت اتّهاماتهم خالية من كلّ منطق، ولكونهم كانوا يخشون الحشود، فلم يجرؤوا على اتّهامه علنًا، وبقيت هذه الأفكار تتخبّط في أعماق قلوبهم. لذلك كتب الأنجيلي: “وعَلِمَ يَسوعُ أفكارَهُم “. لم يُرد يسوع في ردّه تسليط الضوء على رغبتهم في اتّهامه، فهو لم يكشف شرّهم بل اكتفى بالردّ لأنّه يريد أن يفيد الخطأة لا أن يدلّ على أخطائهم. ولم يستند يسوع على الكتابات، لأنّهم ما كانوا ليعيرون ذلك أهميّة، بل كانوا فسّروا الكلمات على طريقتهم. وقد استوحى يسوع جوابه من الأشياء التي تحصل في الحياة اليوميّة.