stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ونفخ في وجوههم – الأب وليم سيدهم

454views

نحن الآن في زمن القيامة، حيث ظهر يسوع لأكثر من مرة لتلاميذه لكي يثبت إيمانهم به. ولكي يخلصهم من اليأس والإحساس بالفشل الذي جعلهم يهربون خوفًا من اليهود، لقد تركوه وحده يتجرع كأس الآلام وبعد قيامته ظهر لهم مرة وطلب أن يأكل سمكًا معهم ومرة أخرى أرسل لهم رسالة مع مريم المجدلية أن ينتظروه في الجليل، وهذه المرة التي نتأمل فيها وهي ظهوره لهم وهم مجتمعون والأبواب مغلقة.

إن هذه الظهورات كانت تسرع بالتقارب بين يسوع وتلاميذه بعد التباعد الذي حدث بعد الحكم عليه بالإعدام صلبًا، “ونفخ في وجوههم” وقال لهم:  “وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».” (يو 20: 22، 23) ونحن في زمن الكورونا الان حيث العزلة والتباعد والتقوقع على الذات وحيث على الجميع وضع كمامة على فمه وانفه يخاطبنا  … وينفخ في وجهنا ويعطينا الروح القدس لكي نصبح وكلائه على الأرض نكمل رسالة الشقاء الجسدي والنفسي الذي بداها منذ ألفين عامًا.

اكتشفنا اليوم أن حياتنا كلها كانت عبارة عن تفاعل بيولوجي وكيميائي ووجودي مستمر، وأن الحضان والقبلات والسلام باليد كلها وسائل مختلفة كانت تشدنا يعضنا البعض وتعطينا الراحة النفسية والشعور بالحب والأمان. كل ذلك مع فيروس كورونا أصبح مصادر تهديد حتى الموت ننقله بعضنا لبعض. إن هذه المعاناة والآلام النفسية والجسدية المبرحة التي تعانيها منذ ظهور فيروس كورونا.

كشفت لنا أننا كنا قريبين من بعض لدرجة مُذهلة، واليوم علينا أن ندرب أنفسنا على كيفية الامتناع عن الاحضان والأنفاس التي كانت تصاحبها “نفخنا لوجوه بعضنا بعض” اليوم نتطلع إلى يسوع المخلص مرة أخرى وننتظر مع كل صباح هذا النسيم العليل الرباني الآتي من الجانب الكوني صاحب الطاقة الإيجابية. هذا “النفخ” الالهي الآتي مع الهواء المعبق بالاكسيجين  وما يحمله من أمدادات مستمرة من الأكسيجين تذكرنا بعمل الله الحي فينا في الكون بأكمله.

بالمسيح نتحرر من هذه الشروط المجتمعة التي فرضها علينا فيروس كورونا لننظر إلى بقية مفردات الحياة والكون التي تقف بجانبنا لتعافي من تأثير هذا الفيروس الشيطاني.

المسيح ينفخ اليوم في وجهنا عبر آلاف الوسائط لكي ننال المغفرة على ضعفنا وعاهتنا التي علينا أن نعيش بها وهي الضعف أمام الخطيئة ولكي بعدها نعفي إخوتنا وأخواتنا ونغفرلهم كما غفر لنا الله مخلصنا.

نشكرك يا يسوع القائم من الأموات على موهبة الحياة الجديدة التي أعطينا أياها بفعل قيامتك.