« وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله » – القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الثّالث
« وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله »
في إنجيل لوقا، نقرأ عن يوحنّا المعمدان: “لأَنَّه سيَكونُ عَظيمًا أمامَ الربّ، ويَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إِسرائيلَ إلى الربِّ إلهِهِم ويَسيرُ أَمامَه وفيهِ رُوحُ إيليَّا وَقُوّتُه، فَيُعِدَّ لِلرَّبِّ شَعبًا مُتأَهّبًا” (لو 1: 15-17). لمَن إذًا يعدّ شعبًا وأمام أيّ ربّ سيكون عظيمًا؟ بدون شكّ، سيكون عظيمًا أمام ذاك الذي قال إنّ يوحنّا أفضل من نبيّ وإنّه “لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان” (مت 11: 9-11). لأنّه كان يعدّ شعبًا بإعلانه مسبقًا لرفاقه في العبوديّة عن مجيء الربّ يسوع المسيح وذلك بإرشادهم نحو التوبة إلى أن يصبح بإمكانهم تلقّي المغفرة حين يأتي الرّب يسوع المسيح، فيعودون إلى ذاك الذي كانوا، بالخطيئة، غرباء عنه.
نعم، “تِلكَ رَحمَةٌ مِن حَنانِ إلهِنا بِها افتَقَدَنا الشَّارِقُ مِنَ العُلى فقَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ المَوت لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام” (لو 1: 78-79). بهذه العبارات مجّد زكريا الربّ بطريقة جديدة، إذ تحرّر من صمته النابع من عدم تصديقه ممتلئًا بروح جديدة. فمن الأن أصبح كلّ شيء جديد وبعمليّة جديدة، فجاءت الكلمة لإتمام خطّة مجيء الإله بجسده كي يعود الإنسان، الذي خرج عن إرادة الله، ليندمج من جديد بصداقة الله. لذلك أراد هذا الرجل أن يكرّم الله بطريقة جديدة