stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يارب أريد أن أبصر – الأب وليم سيدهم

1.8kviews

كانت الجموع تسير مع يسوع وهو يخترق أريحا و كان الأعمى يستعطى على الطريق، وكان ‏التلاميذ يحوطون يسوع و ينظمون حركة الجموع. صدح صوت الأعمى وهو ينادى يسوع فانتهره ‏التلاميذ و حاولوا منعه عن الصراخ إلا أن الرجل كان يزداد صراخاً و صياحاً لدرجة أن صوته ‏إخترق التلاميذ و الجموع ووصل إلى المُعلِّم.‏
فوقف يسوع و طلب أن يرى هذا الشخص الذى كان يصرخ قائلاً “يابن داود إرحمنى” ، لقد ‏إستخدم هذا الرجل اللقب الذى كان عامة الشعب يلقبون به يسوع “ابن داود” و هكذا نرى الرجل ‏يضيف لقباً إلى الألقاب الأخرى التى لُقب بها يسوع : “يسوع الناصرى” ، “ابن الانسان” ، “ابن ‏الله” ، “المسيح الرب” ، “المعلم” ، “النبي” ، “الناصرى” “ابن مريم و يوسف” …. الخ.‏
‏”فوقف يسوع وأمر بأن يؤتى به. فلما دنا سأله: (( ماذا تريد أن أصنع لك )) فقال: (( يا رب، ‏أن أبصر )).(لوقا 18 : 41 -42) ، كثيراً ما تعمى عيوننا عن وجود يسوع بيننا و هنا تسمع ‏آذاننا كلمات طيبة عن يسوع أو تجمعات ضخمة تعلن عن وجود يسوع في مكان ما في الكنيسة، أو ‏في الشارع أو في المسرح. وهنا قد يحدث لنا ما حدث مع أعمى أريحا و نظل ننادى على يسوع ‏لكى ينقذنا من عمى البصر و البصيرة. إننا سمعنا ما أيقظ فينا الرغبة في الحصول عن البصيرة ‏فنفرح بدورنا و نحاول أن نخترق الموانع الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية التى تحجب عنا يسوع، ‏وفجأة نرى يسوع يسرع و يزورنا و يلتقي بنا كما التقي بأعمى أريحا أو بالأعمى منذ مولده أو كما ‏حدث مع زكا العشار. و في صُلب هذا اللقاء تتم المعجزة. تنفتح عيون قلوبنا و تشفي حواسنا و ‏عقلنا من الظلمة التى تكتنفنا.‏
و في الأغلب دائماً يسوع يسألنا “ماذا تريد” إنه لا يريد أن يقتحم حريتنا و ينتظر منا أن نعبر عما ‏نريده منه. و كما أجاب أعمى أريحا “أريد أن أبصر” هكذا نحن نعبر عن إحتياجاتنا له : أن نبصر، ‏أن نسمع، أن نُشفي، أن يصغى إلى شكوانا….إلخ.‏
ما أن رد يسوع على أعمى أريحا حتى قفز و مشي و لشدة فرحه تحول من شحاذ على الطريق إلى ‏تلميذ ليسوع يرافقه أين ما ذهب مع تلاميذه.‏
نعم، أحياناً تظلم الدنيا في أعيننا و نُصاب بشلل في جسمنا و تثقل حاسة السمع عندنا و هُنا نرفع ‏أعيننا الى الله نطلب منه أن يزورنا و يتغمدنا بمحبته و رحمته فهل يجد الله إيماناً على الأرض حين ‏يقبل إلينا؟
إفتح يارب أعيننا لنرى عظائمك و إفتح قلوبنا لنستقبلك بفرح في قلوبنا.‏