يسوع خبز الحياة ( يوحنا ٦ : ٢٢ – ٣٨ )
قال الرب يسوع : ” انا هو خبز الحياة . من يُقبِلْ إليّ فلن يَجوع و مَن يُؤمن بي فلن يَعطش أبداً ” ( يوحنا ٦ : ٣٥ ) .
انصرف يسوع وعاد وحده إلى الجبل متحاشياً الناس الذين همّوا باختطافه ليُقيموه ملِكاً ! في هذه الأثناء كان الحشد الغفير الذي تنعّم بالخبز العجائبيّ ، يفتّش عنه ، وبعد جهد طويل وجدوه وأظهروا رغبتهم بالمكوث بالقرب منه .
استقبل يسوع الجمع بعلاّتها ومحاسنها ، وعمل على تصحيح تفكيرها ومنطقها . وطلب إليها ألاّ تقف أمام مظاهر علامات الاّزمنة ، بل أن تتعمّق فيها بإيمان ، لتتفحَص رسالتها :
بالإيمان نرى في شخص يسوع الخبز النازل من السماء والمرسل من الله الآب . في شخص يسوع ، وبوساطته ومعه ، تمّ في ملء الزمن ، سر الخلاص .
إنّ الإنسانيّة مدعوّة للحوار مع يسوع المسيح لتتفاعل بحضوره وتقتبس نمط تفكيره وسلوكه . هو يدعونالانطرح بعيداً عنّا شكوكنا وتردّدنا ، ولنؤمن به مركّزين ثقتنا على محبّته غير المحدودة .
يسوع في عمق إيماننا :
” عمل الله أن تؤمنوا بمَن أرسل ” ( يوحنا ٦ : ٢٩ ) ، أي عمل الله هو أن نترفّع عن الرؤية السطحيّة والماديّة لندرك سرّ محبة السيد المسيح الذي يهب الحياة للعالم ، لننعم بها على الأرض وفي السماء .
ثمّة أسئلة يجب على كل مسيحيّ أن يوجّهها إلى نَفْسه :
– ما هو دور الإيمان في حياتي ؟
– هل تعبّر أعمالي عمّا أصرّح به علانية ، أم ألتجىء إليه فقط في الصعوبات والظروف الحرجة ؟
– هل أعمل لأستحق الطعام الذي يبقى فيصير حياة أبدية ؟
– هل كلمة الله الحيّ هي غذاء روحيّ لنفسي ؟
– هل شهادتي المسيحيّة شهادة تفاؤل وسلام وأخوّة ومحبّة ؟ …
أيها الفادي الحبيب ، الخبز السماويّ الذي أرسله الآب إلى العالم ليهبنا الحياة الحقيقيّة ، نطلب إليك أن يكون جسدك ودمك الأقدسان دواء لضعفنا البشريّ وحافزاً لنا للقداسة .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك