أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان” هوية وتاريخ متجذر”
والمطران جورج شيحان” نعمة ان اكون في مصر لنبني معا ثقافة الذات ولنكون هوية حدودنا الانسانية”.
(ليا عادل معماري، نورسات، القاهرة)
نزل الموارنة مصر منذ اقدم العصور، وعلى مثال الفينيقيين جعلوا منها سوقا تجارية ومنتجعا سياحيا. واستطاعوا لاحقا، بذكائهم ومهارتهم ان يسهموا في بناء حضارة عريقة وان يحتلوا مكانة مرموقة في عالم الفكر والسياسة والاجتماع والإعلام فأسسوا مع باقي اللبنانيين في ارض الكنانة أكثر من 77 جريدة ومجلة بلغات متعددة.
وإن اول ما ينبىء عن وجود الموارنة في مصر ما ذكر في المخطوط رقم 493 المحفوظ في المتحف البريطاني وعنوانه” الابتهالات”.
كما يظهر تسجيل الولادتن والعمادات وزواج ودفن موارنة في سجلات الآباء الفرنسيسكان المحفوظ في دير الموسكي الذي يعود الى سنة 1627 ان حضورهم في البلاد كان سابقا لهذا التاريخ.
لهذا جاءت زيارة البطريرك جرجس عميرة الأهدني سنة 1638 لأبنائه الموارنة في القاهرة لتدل على وفرة عددهم في مصر واهتمام الكنيسة بهم. وقد زاره آنذاك فريق من الفرنسيين للسلام عليه: وسجل ذلك الكاتب الفرنسي الأب جان كوبييه في كتابه 216 صفحة 1686.
اما المحطة الأساسية في تركيز هذا الوجود فيعود الى وصول الرهبان الحلبيين اللبنانيين(المريميون حاليا”) العام 1745 الى مدينة دمياط، ومنها انتشروا لخدمة الموارنة بكل تفان وغيرة ولا يزالون.
ونظرا الى تكاثر عدد الموارنة انشأ البطريرك الياس الحويك في مصر والسودان نيابة بطريركية العام 1906 ومن ثم أنشئت الأبرشية المارونية سنة 1946 مع البطريرك انطوان عريضة والتي تضم حاليا ست رعايا.
اضافة الى ذلك، تضم الأبرشية مؤسسات تربوية واستشفائية وخيرية وهي: مدرسة القديس يوسف في الظاهر بجوار المطرانية، مدرسة مصر الجديدة للآباء المريميين، مستشفى القديسة ريتا في مصر الجديدة، جمعية المساعي الخيرية المارونية في القاهرة، وهي جمعية خيرية تؤمن المساعدات للفقراء وخدمات تعليمية واستشفائية، والجمعية الخيرية المارونية والنادي الماروني في الاسكندرية.
وللاضاءة على وجود الموارنة في مصر والمؤسسات الكنسي العائدة لهم اجرت تيلي لوميار ونورسات حوارا مع راعي أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان والزائر الرسولي على شمال أفريقيا المطران جورج شيحان الذي تحدث بإسهاب عن تاريخ وجود المطرانية في مصر وصولا الى توليه رعاية الابرشية في العام 2012 وهو سابع مطران يرعى شؤون الأبرشية.
وفي الشق الرعوي، اوضح المطران جورج شيحان ان الأبرشية المارونية تزدان بالعديد من الرعايا منها: كنيسة مار جرجس_ شبرا، كنيسة سانت تريز_ بور سعيد، كنيسة مار مارون_ مصر الجديدة، كنيسة سانت تريز_ الاسماعيلية، كنيسة سانت تريز_ الاسكندرية، كاتدرائية القديس يوسف المارونية_ الظاهر_ القاهرة.
وتزدان الرعايا بالعديد من الأنشطة الثقافية الاجتماعية، الكتاب المقدس، التعليم المسيحي، مدارس الأحد، الحركات الكشفية، وغير ذلك من النشاطات التي تعمل على تكوين الانسان بجوانب حياته كافة.
وأشار المطران شيحان في حديثه الا ان العمل الأهم في الابرشية ينصب على الاهتمام بأبناء الكنيسة والوقوف الى جانبهم لا سيما في ما يواجهونه من تحديات، لأن الراعي الصالح وجد من أجل الخدمة وعلينا ان نخدم شعبنا بامانة وصدق.
وتابع، منذ ان توليت الأبرشية قد قمت بالعديد من المشاريع وفي طليعتها اعادة ترميم كنيسة مار مارون في مصر الجديدة فارتدت حلة جديدة دشنها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكرسها وكان ذلك في العام 2015
كما دشن غبطته مقر المطرانية الكائن في مصر الجديدة.
كما كانت لمدرسة القديس يوسف حصة من اعمال الترميم كي تليق بالطالب وبمستواه العلمي بحيث تخرج منها اجيالا باتوا روادا في القلم والفكر والابداع.
كما ان الكنيسة ستبدأ قريبا بترميم مبان لها في الكنيسة بالاسكندرية فور استحصالها على الموافقة.
ونوه المطران جورج شيحان بالعلاقات التي تربط الكنائس ببعضها البعض في مصر وبالصورة الجميلة التي تزدان بها الدولة وبالمواطنة الحقيقة التي تسود شعبنا بمختلف فئاته وهذه هي مصر، ونعمة كبيرة لشخصي بأن اعيش الفرح مع ابناء الكنيسة في هذا البلد حيث نقدم فيه شهادتنا بالرسالة والعمل والعطاء”.