أبي يشهد لي – الأب وليم سيدهم
لماذا يحتاج يسوع للدفاع عن نفسه؟ لماذا يذكر شهادة الآب له؟ أمام إنكار الفريسيين والكهنة، لا ينطقون بالحق بل ينطقون بما يمليه عليهم ابو الكذابين وهو الشيطان. لا مفر ليسوع من مواجهة المنتقدين له في فلسطين، إنه خضع لقوانين البشر، إنه سر التجسد، وفيه يثبت إن الله نفسه يخضع لأحكام البشر، ولكن هذا لا يعني أن هذه الأحكام صحيحة، بل يثبت أن خطيئة الإنسان ثابتة، وأن المسيح أتى إلى خاصته، وخاصته لم تعرفه، وأما الذين قبلوه فأعطاهم أن يكونوا أبناء الله.
ولكن هل يعترف الفريسيون الذين يتحدثون باسم الله ببنوة المسيح لله؟ أبدًا يقولون ” نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ” (يوحنا 9: 29) ثم يزيدون على ذلك أن يسوع يخرج الشياطين مستعينًا ببعلزبول، رئيس الشياطين، فهم إذن مغلقي القلب والعقل والنفس، يرفضون بتاتًا الإعتراف بالواقع، لأنه يزلزل عروشهم ويفض مضاجعهم “ابي يشهد لي” إن المسيح يستعين بالآب، لأنه هو الذي أرسله مخلصًا لهذا العالم التعيس، ولكن هيهات أن يقبل العميان “الفريسيون” هذه الحقيقة. إلا أن رفض الفريسيين للإبن لا يعني أنهم على حق، بل بالعكس، فإنهم على ضلال، يقول الإنجيل “وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً).” (يو 3: 19)
أبي يشهد لي، نعم يقول السيد المسيح في واقعة عماده من يوحنا، سمع يوحنا كلام الآب من السماء ” هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ).”مت 3: 17(. ، فالله يفصح عن ذاته، ولا يتوارى عن ابنه يسوع الذي حُبل به من الروح القدس، لذا يتحدث انجيل القديس يوحنا عن خطاب طويل يذكر فيه يسوع عمق علاقته مع الآب، “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ).” يو 10: 30) ، ” أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (يو 14: 10).،