stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أحارس أنا لأخي – الأب وليم سيدهم

649views

أول الكلام، قايين أخو هابيل يعني رُبع عدد السكان في ذلك الوقت يقوم بقتل أخيه بسبب الغيرة، وحينما يناديه الله، قايين قايين أين أخوك، يرد وهو يكذب «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» (تكوين 4: 9)

نعم، ألعلي حارس لأخي؟ منذ أن بدأت الخليقة ونحن نقول (هل أنا حارس لأخي)، أول جريمة قتل في التاريخ البشري حسب هذا النص الديني القديم جدًا ارتكبها “الأستاذ” قايين.

تتلخص القضية كلها في رفض الله لتقدمة قايين ولكن ليس لدينا سبب واضح الله لذبيحة قايين، ولكن لدينا حادث القتل الأول في التاريخ وهو يؤرقنا اليوم مثلما أرق الأجيال السابقة علينا. لماذا يقتل الأخ أخيه؟ تموج الجرائد والمجلات التي تسجل هذه الجرائم، وغالبًا ما نكتب أسباب القتل، فمثلًا الطمع في الميراث، الغيرة، الإحساس بالظلم، ضياع الشرف ،السرقة، المعاملة السيئة للأطفال في الأسرة، الإدمان واستخدام القتل وسيلة للحصول على المال من خلال السرقة ….. الخ

ولكننا نتأمل اليوم في كيفية استئصال العنف الساكن في الإنسان، يحدثنا ايريك فروم العالم النفساني في أن الإنسان يولد ولديه إما ميل إلى الحياة والحب أو ميل للموت والعنف ويضربون مثلًا بهتلر الذي قتل الملايين من اليهود بسبب كراهيته لليهود والنمط العكسي هو “الأم تريز” التي اهتمت طيلة حياتها بالفقراء.

ألعلي حارس ؟؟ نقولها مرارًا في حالة وصول الخلاف بيننا وبين اخوتنا وأخواتنا وأعمامنا وأخوالنا إلى درجة نقول اننا اصبحنا لا نحتملها، لم يبق إلا العنف، يبدأ بالعنف اللفظي وينتهي بالعنف الجسدي بإستخدام آلة حادة أو آلة قاتلة مثل المسدس.

إن تاريخ البشرية مليء بالمبادارات التي إتخذها الله في استئناس الإنسان بداية من دعوته لابراهيم الخليل أبو الأديان الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلامية، لقد أرسل الأنبياء موسى وهوشع وحزقيال واشعياء وإرميا…. الخ إلى أن أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يصبح أخًا لنا في البشرية. إلا أننا وجدنا الطريقة المناسبة لكي نصلبه ونقتله ونضع على قبره شمعًا لنتأكد أنه لن يخرج أو يقوم.

ولكن يسوع، من خلال الأناجيل كلها استطاع أن يعرف ويعمق حياة الإنسان والظروف الإقتصادية والسياسية والثقافية التي يعيشها، ومصادر قوته ومصادر ضعفه، فإكتشف أن الإنسان الذي عصى الله وهو في جنة عدن، لم يتعلم الطاعة لله، ومازال يعصيه حتى يومنا هذا. لذا وهو في قمة الصليب، ولأنه أدرك تمامًا أن الانسان يعصي الله غالبًا جدًا لأنه لا يتعرف على الصورة الحقيقية لله. بل ينغلق على ذاته ويرسم خططه إنطلاقًا من صورة مغلوطة عن الله. لذلك قال يسوع: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لو 23: 34).

إنه الغفران، الموقف الوحيد الذي يردع الإنسان عن ممارسة العنف، جميعنا خطاة وجميعنا نحتاج أن نغفر لبعضنا البعض.