stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أخفيت هذه الأشياء عن الحكماء والأذكياء – الأب وليم سيدهم

684views

ما الذي أخفاه الآب عن الحكماء والأذكياء؟ ثم من هم الحكماء والأذكياء؟ ولماذا أخفى الآب هذا السر عنهم؟ أسئلة كثيرة تطرأ على أذهاننا حينما نصغي إلى كلام يسوع، فمثلًا لماذا يكتشف بطرس أن يسوع هو المسيح ابن الله الحي، وهيرودس الحاكم وصاحب السلطة والصولجان والقوة تخفى عليه هذه الحقيقة؟ لماذا يفسر فيلبس الكتاب المقدس لخادم كنداكة ملكة الحبشة، وهذا الرجل الذي جاء من أثيوبيا حاجًا إلى اورشليم، كبير المكانة، لا يفهم كلام الله واستعصت عليه الآيات: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.” (أع 8: 32). بينما استطاع فيلبس أن يشرح له من المقصود بهذه الآية؟ لماذا ولماذا كثير.

أما بخصوص الحكمة، فإن القديس بولس يميز بين نوعين من الحكمة، حكمة الصليب عند المؤمن بيسوع وحكمة البحث عن آيات عند اليهود وحكمة عدم قبول الصليب عند اليونانيين.

فحينما نتحدث عن “إخفاء” حكمة الصليب عن حكماء وأذكياء هذا الدهر فإننا نتحدث عن حكمة الآب الذي لا يفهمها لا اليونانيين الفلاسفة ولا العبرانيين من طالبي المعجزات.

لقد رفض الفلاسفة كلام الوحي وانطلقوا من كلام الفلسفة وأثبت أرسطو في بحثه عن الله، أن الله هو –حسب الفلسفة- هو المحرك الأول الذي لا يتحرك. فقد عرفوا الله بالكمال المُطلق وتم هذا التعريف إنطلاقًا من مبدأ “الحركة” واعتبروا ان كل مخلوقات الله تتحرك وأن هذه الحركة ضرورية لأنها تعبر عن “نقص” يحاول الذي يتحرك أن يكمله، فمثلًا حينما يتحرك الإنسان ليبحث عن لقمة العيس، فهو يتحرك لأن بدون الخبز لا يستطيع أن يعيش، وبناءً عليه فهو إنسان ناقص أما الله، فلأنه لا يحتاج شيئًا فهو “لا يتحرك” رغم أن كل الكائنات تتحرك، ولذا فإن الله “كامل” لا نقص فيه.

هذه الفلسفة اليونانية تتحدث عن الله من حيث إنه فكرة مجردة وليس من حيث هو خالق وفاعل وحي كما يتحدث عنه المسيح، وبالتالي فإن هناك فرق كبير بين المعرفة العقلية لله، وبين المعرفة الكيانية والقلبية والإيمانية، التي تفترض أن الله موجود وفاعل وحي في الإنسان والكون والطبيعة.

إن الحكمة والذكاء بحسب معايير البشر، هي حكمة قاصرة مجردة عقلانية عن اليونانيين، أو حكمة وهمية ومثالية تجعل من الله مجرد صانع معجزات، هذه المعجزات تحل محل الممارسة الواقعية لحياة الإنسان المؤمن.

نحن نقترب من المسيح أكثر، كلما إنغمسنا في الحياة أكثر وتضامنا من منطلق إيماننا بيسوع المخلص، من شخص المسيح، لنغير أنفسنا ونغير العالم إلى أجمل وأكمل شيء حسب مشيئة الله.