” أدُّوا لِقَيصر ما لِقَيصر ، وللهِ ما لله ” ( متى ٢٢ : ٢١ )
ما هو مال الله ؟
الآية معروفة جداً : ” أدُّوا لِقَيصر ما لِقَيصر ، ولله ما لله ” . فإذا كان قيصر يرمز إلى كلّ ما هو حياة ماديّة دنيويٰة ، فالمال يتبع له ، وعلى التعاملات المادّيّة ألاّ تتحكّم بأحكامنا الروحيّة بل بالعكس .
السؤال المهم : إذا كان مال قيصر هو النقود ، فما هو مال الله ؟
إنّه ببساطة قلب الإنسان . فالمزمور ٥١ يقول ” لو شئت يا ربّ تبرّعات وتقادم مادّيّة وذبائح لقدَّمتُ . ولكنّك لا ترضى بهذه التقادم ، بل تريد القلب المنسحق المتواضع ” .
الله لا يريد مالنا لأنه أصلاً ليس مالنا ، بل ماله ، ونحن مجرّد وكلاء عليه . العالم كلٰه وما فيه هو ملك الله . الشيء الوحيد الذي نملكه هو قلبنا : عواطفنا ومحبّتنا . فإمّا نوجّهها لله ونفضّله على أي شيءٍ كان ، مهما كان صالحاً وثميناً كالأبناء والصحّة وغير ذلك ، أو نحبّ أشخاصاً أو أشياء أكثر منه .
خلاصة القول : أعطوا لقيصر ما لقيصر ، أي أعطوا قيصر أموالكم ، وأعطوا لله ما لله ، أي أعطوا الله قلوبكم ” .
اجعلوا قيصر بسيطر على ممتلكاتكم ، واجعلوا الله يسيطر على مشاعركم وأحاسيسكم ورغباتكم .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك