stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أريد أن تكونوا حيث أكون – الأب وليم سيدهم

892views

أريد أن تكونوا حيث أكون

وعد يسوع الرسل أن يلحقوا به في الوقت المناسب في الملكوت “أريدكم أن تكونوا حيث أكون” ‏نعم، إن حب يسوع لتلاميذه أفضى به إلى الموت، لكي يبرهن لهم أن الموت لم يستطع أن ينتصر ‏عليه بل العكس فهو بموته إنتصر على الموت، لأنه “ابن الله الوحيد المولود قبل الدهور” ‏
إن رسالة التجسد التى قام بها يسوع الكلمة كان هدفها أن يدرب ويُشرك الإنسان في فعل خلاص ‏الإنسان، فهي إذن رسالة محددة في زمان معين ومكان معين.‏
بعد الإنتهاء من هذه الرسالة ينتظر يسوع أحباءه في عرش الملكوت في معية الله، وبالتالي يطمئنهم ‏بأن إنتقاله من الأرض إلى السماء شيء ثابت في الكتب المقدسة، كما يؤكد لهم أنهم هم أيضًا ‏سيلحقون به “وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.” ‏‏(يو 12: 26‏‎(‎‏”، ‏‎”‎لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ.” (يو 14: 18)، “وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى ‏الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ،لأَنَّ الرُّوحَ ‏الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ” ( لوقا 12 : 11 – 12). ‏
إن الحبيب لا يرتاح قلبه إلا إذا كان المحبوب حاضرًا له ومشاركًا له في المجد وفي فرح الطهارة ‏والنقاوة وفرح الإنتصار على قوى الظلمة فيه ومن حوله. هذا هو حال التلميذ الذي كلَّفه معلمه ‏وحملهم بمهمة التبشير بفرح مجيء الملكوت على الأرض. فبعد أن تكتمل أيامه في هذه الأرض ‏ينتقل إلى وليمة السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا كآبة بل فرح ومشاركة وتمجيد وتهليل، فاللذين ‏غسلوا ثيابهم بدم الحمل واستشهدوا حبًا وعشقًا له سينالون أكاليل المجد والحياة الأبدية غير الفانية. ‏‎”‎لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (يو 17: 15)، يصلي يسوع ‏إلى الآب ليرافقهم في العالم ويحميهم من الشرير.‏
إن إرادة يسوع هي أن يتمثل تلاميذه به ويتحملوا ما لا يتحمل أبناء العالم الشررير حتى يساهموا في ‏خلاص هذا العالم من سلطان الشر، ويقول لهم في نهاية رسالتهم في العالم “‏‎ “‎قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا ‏أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.” (مت ‏‏25: 23‏‎(‎‏ “فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا ‏فَسَقَيْنَاكَ؟‎ ‎وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟‎ ‎وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا ‏فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟‎ ‎فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ ‏الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ‎.‎‏” (متى 25 : 37 :40)‏
إن التمتع بصحبة الابن الحمل الوديع هي المكافئة الأبدية لمن جاهدوا وضحوا بذواتهم من أجل مجد ‏الله ورفعة إخوتهم البشر وبالتالي فإن وعد الله لهم بالحياة الأبدية ولبس إكليل المجد السماوى وعدّ ‏أمين وصادق وعادل.‏
فطوبي للذين يسمعون كلمة الله ويؤمنون بها ويسلكون على ضوئها.‏