أساقفة إسبانيا : العمل المسكوني لا يعرف طرقًا مختصرة، لكنه يمرُّ عبر حقيقة الإيمان
نقلا عن الفاتيكان نيوز
22 ديسمبر 2020
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
“إنَّ العمل المسكوني لا يعرف طرقًا مختصرة، لأن العمل المسكوني الحقيقي يمر عبر درب الحقيقة التي نؤمن بها ونعيشها”: هذا ما كتبه مجلس أساقفة إسبانيا في رسالة نشرها بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، والذي سيحتفل به من الثامن عشر وحتى الخامس والعشرين من كانون الأول يناير عام ٢٠٢١ تحت عنوان “أثبتوا في محبّتي وأثمروا.
ونقرأ في الرسالة التي وجّهتها اللجنة الفرعية للعلاقات الدولية والحوار بين الأديان التابعة لمجلس أساقفة إسبانيا: “إن وحدة الكنيسة ليست ثمرة إجماعنا، أو ثمرة الاتفاقات التي يمكننا الحصول عليها بين الطوائف المسيحية، حتى لو كان هذا البحث عن اتفاقات ضروري لتقريبنا من الوحدة التي يريدها المسيح لكنيسته”. ومع ذلك، يؤكِّد أساقفة اسبانيا “لكي تكون هذه الاتفاقيات فعالة وتؤتي ثمارها من الضروري أن نعيشها ونحققها كما هي حقًا، أي كعمل الروح القدس”. ومن هنا جاءت دعوة اللجنة الأسقفية إلى “المسكونية الروحية”، وللحصول أيضًا على “فهم حقيقي لما نفعله كمسيحيين”.
هذا ويذكر الأساقفة في رسالتهم العديد من الجماعات والجمعيات الدينية التي “تعطي الأولوية للصلاة كوسيلة لتحقيق الوحدة المرئيّة التي أرادها المسيح لكنيسته”. في الواقع، إذا استسلمنا، لإغراء التوقّف فقط عند “الصعوبات والعقبات القائمة بين كنيسة وأخرى وبين الكنائس والجماعات الكنسية”، نرتكب عندها “خطأ جسيمًا”: ألا وهو “عدم تقديم العدالة لحقيقة الإيمان الذي نعلنه في كل من الطوائف المسيحية”. بهذا المعنى، إنَّ العمل المسكوني لا يعرف طرقًا مختصرة، لأن العمل المسكوني الحقيقي يمر عبر درب الحقيقة التي نؤمن بها ونعيشها. هذا ويدرك أساقفة إسبانيا، الصعوبات “المستمرة” و”الواضحة” والتي “لا يمكننا إنكارها”. لكن ينبغي لهذا الأمر أن يكون دعوة لكي نصلّي بقوة من أجل وحدة الكنيسة.
ويكتب أساقفة إسبانيا في رسالتهم علينا أن نثق ثقة كاملة في كلمة المسيح ونبقى متحدين به. وفي اللحظة التي “نبتعد فيها عن المسيح تتعطل جميع مشاريعنا الخاصة من أجل وحدة الكنيسة”. ويختتم مجلس أساقفة إسبانيا رسالته بتوجيه دعوة إلى جميع المؤمنين من أجل “الارتداد إلى المسيح، لكي تتحقّق فينا مشيئته، ونحقّق وحدة المسيحيين.